للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤٠ - وقولهم: بَشَرْتُ فلاناً بكذا وكذا

(١٩٦)

قال أبو بكر: العامة تخطىء في معنى بشرت، فيذهبون إلى أنه لا يكون إلاّ في السرور والفرح. والعرب تقول: بَشَرْت فلاناً بالخير، وبَشَرْته بالشر. قال الله عز وعلا: {وبشِّر الذين كفروا بعذاب أليمٍ} (١٩٧) . ويقال: قد بَشَرت الرجل أَبْشُرُه بَشْراً: إذا سررته وأفرحته. قال عبد الله بن مسعود: (مَن أحبَّ القرآنَ فليَبْشَر) (١٩٨) . معناه: فليسر وليفرح. وأنشد الفراء:

(بَشَرْتُ عيالي إذ رأيتُ صحيفةً ... أَتَتْكَ من الحجّاج يُتلى كتابُها) (١٩٩)

معناه: سررت عيالي وفرّحتهم (٢٠٠) . ويقال: أَبْشَرْتُ الرجل أُبَشِرُهُ إبشاراً: (١٣٦) إذا أخبرته بالشيء، قرأ حُميْد (٢٠١) : {إنّ الله يُبَشِرُكَ بكلمةٍ مِنْهُ} (٢٠٢) .

ويقال: قد استبشر الرجل بالأمر، وأَبْشَرَ به، وبَشَرَ به، يبشُرُ: بمعنىً. قال عبد قيس بن خفاف البرجمي (٢٠٣) :

(وإذا رأيت الباهشينَ إلى الندى ... غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ)

(فأَعِنْهُمُ وابشِر بما بشروا به ... وإذا هُمُ نزلوا بضَنْكٍ فانزلِ)

معناه: واستبشر بما استبشروا به. والبِشْر الفرح والسرور. وقرأ بعض القراء: (٢٠٤) : {وهو الذي يُرسِل الرياح بِشْراً بين يَدي رحمتِهِ} (٢٠٥) : يريد: سروراً وفرحاً.


(١٩٦) اللسان (بشر) .
(١٩٧) التوبة ٣.
(١٩٨) الغريبين ١ / ١٧٠. النهاية ١ / ١٢٩.
(١٩٩) بلا عزو في معاني القرآن ١ / ٢١٢ وتفسير الطبري ٣ / ٦١ والقرطبي ٤ / ٧٥.
(٢٠٠) ك: معنى بشرت عيالي: ك: معنى بشرت عيالي: فرحتهم.
(٢٠١) المحتسب ١ / ١٦١.
(٢٠٢) آل عمران ٤٥.
(٢٠٣) المفضليات ٣٨٥، الأصمعيات ٢٣٠ وفيهما: وأيسر بما يسروا. وعبد قيس شاعر جاهلي. (شرح المفضليات ٧٥٠. معجم الشعراء ٢٠١) .
(٢٠٤) أبو عبيد الرحمن (السلمي) في المحتسب ١ / ٢٥٥.
(٢٠٥) الأعراف ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>