للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلاناً ليأتينا بالغدايا والعشايا (٣٠) فجمعوا غداة: غدايا، ليزدوج مع العشايا.

وقال الفراء (٣١) : العرب تدخل الهاء في نعت المذكر في المدح والذم، فمن المدح قولهم: رجل راوية وعلّامة ونسّابة، وأما الذم فقولهم للأحمق: رجل فَقَاقة وهِلْباجة وجخّابة.

قال: وإنما أدخلوها في المدح لأنهم ذهبوا (٣٢) في المبالغة في المدح إلى معنى (٩٥ / ب) الداهية، وأدخلوها في الذم لأنهم بالغوا فيه / فذهبوا إلى معنى البهيمة. ولم يقل هذا غير الفراء ومَنْ أَخَذَ بقوله.

١٩٠ - وقولهم: قد خَجِلَ الرجل

(٣٣)

قال أبو بكر: قال أبو عمرو (٣٤) : أصل الخجل في اللغة: الكسل والتواني (٣٥١) وقلة الحركة في طلب الرزق. ثم كثر استعمال العرب له حتى أخرجوه إلى معنى الانقطاع عن الكلام والحصر.

قال النبي للنساء: (إنَّكُنَّ إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ، وإذا شَبِعْتُنَّ خجِلْتُنَّ) (٣٥) .

ففي معنى قول النبي غير قول: أحدهن: أن يكون المعنى: إذا جعتن خضعتن وذللتن. فيكون الدقع: الذلَّ وشدة الفقر. من قولهم: ألصقه بالدَّقْعاء. أي بالتراب (٣٦) ، وفي هذا نهاية الخضوع. ومعنى قوله: وإذا شبعتن خجلتن: كسلتن وتوانيتن.


(٣٠) إصلاح المنطق ٣٧، أمثال أبي عكرمة ٢٨.
(٣١) المذكر والمؤنث ٦٧.
(٣٢) من سائر النسخ وفي الأصل: يذهبون.
(٣٣) تهذيب الألفاظ ٥٠٥، الفاخر ١٢٠.
(٣٤) الجيم ١ / ٢٢٧.
(٣٥) غريب الحديث ١ / ١١٩.
(٣٦) العين ١ / ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>