للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٧ - وقولهم في أسمائه تعالى: الرؤوف الرحيم

(١٤٨)

قال أبو بكر: قال أهل اللغة: الرؤوف معناه في كلامهم: الشديد الرحمة.

وقال أبو عبيدة (١٤٩) في قوله تعالى: {إنّ اللهَ بالناسِ لرؤوفٌ رحيمٌ} (١٥٠) فيه معنى تقديم وتأخير، وقال: المعنى: إن الله بالناس لرحيم رؤوف، أي: لرحيم شديد الرحمة.

وفي الرؤوف أربع لغات: الرؤوف، بإثبات الهمزة، مع إثبات واو بعد الهمزة. والرؤُف، بضم الهمزة، من غير إثبات واو. وقد قُرىء بالوجهين (١٥١) في كتاب الله عز وجل.

قال كعب بن مالك (١٥٢) :

(نطيعُ نبيِّنا ونطيعُ ربّاً ... هو الرحمنُ كانَ بنا رؤوفا)

وقال جرير (١٥٣) في اللغة الثانية:

(ترى للمسلمين عليك حقاً ... كفعل الوالد الرؤُفِ الرحيمِ)

/ واللغة الثالثة: الله رَأفٌ بعبادِهِ، بتسكين الهمزة. قال الشاعر: (٣٩ / ب)

(فآمنوا بنبيٍّ لا أبا لكُمُ ... ذي خاتمٍ صاغَهُ الرحمنُ مختومِ) (١٩٤)

(رَأْفٍ رحيمٍ بأهلِ البِرِّ يرحَمهم ... مُقَرَّبٍ عند ذي الكرسيِّ مرحومِ) (١٥٤)

وقال الكسائي والفراء: يقال: الله رَئِفٌ [بعباده] ، بكسر الهمزة.


(١٤٨) الزجاج ٦٢ و ٢٨، الزينة ٢ / ١٢٦، الزجاجي ١٣٧ و ٥٣.
(١٤٩) مجاز القرآن ١ / ٥٩.
(١٥٠) البقرة ١٤٣، الحج ٦٥.
(١٥١) القرطبي ٢ / ١٥٨.
(١٥٢) ديوانه ٢٣٦.
(١٥٣) ديوانه ٢١٩. وفي ك: آخر.
(١٥٤) اللسان (رأف) بلا عزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>