للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢٥ - وقولهم: فلانٌ كَلِفٌ بفلانٍ

(١) (٥٨٥)

قال أبو بكر: الكلف معناه في كلامهم: شدّة الحب، والمبالغة فيه يقال: فلان كلِف بفلان، ومُكَلَّف بفلان: إذا كان مبالغاً في محبته. قال الشاعر (٢) :

(فتيقَّني أنْ قد كَلِفْتُ بكم ... ثم افعلي ما شِئتِ عن عِلْمِ)

وقال عمر بن أبي ربيعة (٣) :

(قالت أجيبي عاشقاً ... بحُبِّكُم مُكَلَّفُ)

(فيها ثلاثٌ كالدُّمَى ... وكاعِبٌ ومُسْلِفُ)

الدمى: الصور، والكاعب: التي قد كعب ثدياها، والمسلف: التي قد بلغت خمساً وأربعين، ونحو ذلك.

٤٢٦ - وقولهم: قد مَرِضَ قلبُ فلانٍ

(٤)

قال أبو بكر: معناه: قد حزن واغتمّ، فاعتلّ (٥) قلبه لذلك، فأشبه عِلّةَ الأجسامِ ومَرَضَها. ويقال أيضاً: قد مرض قلبه، معناه: / قد أَظْلَمَ قلبه. (١٨٦ / أ) قال أبو بكر: سمعت أبا العباس يقول: يكون المرض عند العرب: الظُلمة. وأنشدنا:

(وليلةٍ مَرِضَتْ من كلِّ ناحيةٍ ... فما يضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ) (٦)

ويقال أيضاً في غير هذا المعنى: قد مرض قلب [هذا] الرجل: إذا شكَّ (٥٨٦) ونافَقَ. قال الله عز وجل: {في قلوبِهم مرضٌ فزادَهم اللهُ مَرَضاً} (٧) فمعناه:


(١) الفاخر ١١٩.
(٢) أبو صخر الهذلي، ديوان الهذليين ٣ / ١٦٣.
(٣) ديوانه ٤٦١ وفيه:
(قلت فإني هائم ... صب بكم مكلف)
مع تقديم الثاني. [وصدر البيت الأول في: ف: قلت أجيبي..] (٤) اللسان (مرض) .
(٥) ك: واعتل.
(٦) لأبي حية النميري، شعره: ١٤٨.
(٧) البقرة ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>