للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى قول النابغة: عن الفند: عن السفه والجهل. قال الله عز وجل: {لولا أنْ تُفَنِّدونِ} (٢٩٣) فمعناه: تُسَفِّهون وتجهِّلون. قال جرير (٢٩٤)

(يا صاحبَيَّ دعا الملامةَ واقصِدا ... طال الهوى وأطلتُما التفنيدا)

قال الآخر:

(لا سِنَةٌ في طوالِ الدهرِ تأخذه ... ولا ينامُ ولا في أَمْرِهِ فَنَدُ) (٢٩٥) (٦٢٧)

٤٨٤ - وقولهم: فلانٌ يَسْتَنُّ

(٢٩٦) (٢٠٢ / ب)

/ قال أبو بكر: معناه: يمضي على أيِّ أمرٍ شاءَ، لا يرْدعُهُ عنه رادع، ولا يزجره عنه زاجر. والسنن عند العرب: الطريق والمذهب. قال الشاعر (٢٩٧) :

(ألا قاتلَ اللهُ الهوى ما أَشَدَّهُ ... وأَصْرَعَهُ للمرءِ وهو جليدُ)

(دعاني إلى ما يشتهي فأَجَبْتُهُ ... فأصبحَ بي يَسْتَنُّ حيثُ يريدُ)

وقال الفراء: مِلْكُ الطريق ومَلكه: وَجْهُهُ. وأنشد:

(أقامت على مَلكِ الطريقِ فمَلْكُهُ ... لها ولمنكوبِ المطايا جوانِبُهْ) (٢٩٨)

٤٨٥ - وقولهم - حتى أَبُورَ ما عندَ فلانٍ

(٢٩٩)

قال أبو بكر: معناه: حق أعلمَهُ وأدرِيَه.

والأصل في هذا من الناقة إذا ضربها الفحل، فأرادوا أن يعلموا صحة لقاحها عرضوها على الفحل؛ فإنْ صَحَّ لقاحُها، استكبرت وقطعت بولها. فيقال: بُرْتُها أبورُها بَوْراً، وابترتُها ابتياراً. قال مالك بنُ زُغْبَة الباهلي (٣٠٠) :


(٢٩٣) يوسف ٩٤.
(٢٩٤) ديوانه ٣٣٧.
(٢٩٥) نسبه في إيضاح الوقف والابتداء: ٧٨ إلى زهير، ولم أجده في ديوانه.
(٢٩٦) الفاخر ٢٨٦.
(٢٩٧) يزيد بن الطثرية. شعره: ٣٠.
(٢٩٨) معاني القرآن: ٢ / ١٨٩، واللسان (ملك) بلا عزو.
(٢٩٩) الفاخر ٢٠٤. اللسان (بور) .
(٣٠٠) المعاني الكبير ٩٧٩. الاختيارين ١٥٢. ومالك شاعر جاهلي. (الخزانة ٣ / ٤٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>