للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٧ - وقولهم: قد تَوَسَّمْتُ فيه الخيرَ

(١) (٣٤٧)

قال أبو بكر: فيه قولان: أحدهما: أن يكون المعنى: قد رأيت فيه أثر (٢) الخير وعلامة الخير. وإنما سُميت السِمةُ سِمةً، لأنها أثر في الموضع.

والقول الآخر: أن يكون معنى توسمت فيه الخير: رأيت فيه حسن الخير. فيكون مأخوذاً من الوسامة، وهي (٣) الحسن (٤) . يقال: رجل وَسِيمٌ قَسِيمٌ (٥) : إذا كان حسناً.

ومن ذلك قول الله عز وجل: {والخيل المُسَوَّمَةِ} (٦) فيها ثلاثة أقوال: قال مجاهد (٧) المسومة: المُطَهَّمة الحسان. ويقال (٨) : المسومة: المُعْلَمة بالسيما. قال كعب بن مالك (٩) يمدح [به] النبي:

(أمينٌ محبٌّ في العبادِ مُسوَّمٌ ... بخاتِمِ ربٍ قاهرٍ للخواتمِ)

ويقال (١٠) : المسومة: المرعيّة، يقال: أسمت الإِبل، وسامَتْ هي. قال الله عز وجل: {فيه تُسِيمونَ} (١١) وأنشد أبو عبيدة: /

(وأسكنُ ما سكنتُ ببطنِ وادٍ ... وأظعنُ إنْ ظعنتُ فلا أَسِيمُ) (١٢) (٩٤ / ب)


(١) الفاخر ٧٩.
(٢) ساقطة من ك، ق.
(٣) ك، ق: هو.
(٤) اللسان والتاج (وسم) .
(٥) الاتباع ١٠٧.
(٦) آل عمران ١٤.
(٧) القرطبي ٤ / ٣٤.
(٨) وهو قول ابن عباس كما في القرطبي ٤ / ٣٤.
(٩) أخل به ديوانه، ولم أقف عليه.
(١٠) وهو قول ابن جبير كما في القرطبي ٤ / ٣٣.
(١١) النحل ١٠.
(١٢) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>