للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٠ - وقولهم: أَخَذَ البلادَ عَنْوَةً

(٥٦) (٣١٢)

قال أبو بكر: قال الفراء (٥٧) : في العنوة وجهان:

أحدهما أن يكون المعنى: أخذ البلاد بالقَهْر والذلّ. والقول الآخر أن يكون المعنى: أخذ البلاد عن تسليم من أصحابها لها، وطاعة بلا قتال.

قال الفراء: الدليل على القول الثاني قول الشاعر (٥٨) :

(فما أخذوها عَنْوةً من مودةٍ ... ولكن بضربِ المشرفيِّ استقالها)

قال: فالعنوة هاهنا: التسليم والطاعة.

ومن قال: العنوة: القهر والذل، قال: هو بمنزلة قول العرب: عنوت لفلان أعنو له عنوة (٥٩) : إذا خضعت له. من ذلك قول الله عز وجل: {وعَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القيومِ} (٦٠) معناه: وخضعت وذلَّت. قال أمية بن أبي الصلت (٦١) :

(مَلِكٌ على عرشِ السماءِ مُهَيْمِنٌ ... تعنو لعِزَّتِهِ الوجوهُ وتسجُدُ)

معناه: تذل وتخضع. وقال أمية (٦٢) أيضاً:

(وما ليَ لا أعنو ويعنو أولو النُهى ... لمن يملكُ التَخْلِيدَ والخَيْرَ والنعم)

/ وقال أمية (٦٣) أيضاً: (٨٣ / أ)

(الحمدُ للهِ الذي لم يتخِذْ ... ولداً وقَدَّر خَلْقَهُ تقديرا)

(وعنا له وجهي وخَلْقي كُلُّه ... في الخاشعينَ (٦٤) لوجهِهِ مشكورا) (٣١٣)

معناه: وخضعَ له.


(٥٦) الأضداد ٧٩، أضداد أبي الطيب ٤٩١.
(٥٧) معاني القرآن ٢ / ١٩٣.
(٥٨) ديوانه: ٨٠.
(٥٩) من سائر النسخ وفي الأصل، [و: ف] : عنوا.
(٦٠) طه ١١١.
(٦١) ديوانه ٣٦١.
(٦٢) أخل به ديوانه.
(٦٣) ديوانه ٤٠٩.
(٦٤) من سائر النسخ وفي الأصل: الخالقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>