للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما قال: وملائهم، فجمع، لأن فرعون كان ملكاً، والملك [إذا] ذُكر، ذهب الوهم إليه وإلى أتباعه. الدليل على هذا قولهم: قد قَدِمَ الخليفة المدينة، فكثر الناس بها، وغلتِ الأسعار. يراد بالخليفة [الخليفة] وأتباعه.

٦٨٠ - وقولهم: هذا سِفاحٌ غيرُ حلالٍ

(١٧٤)

قال أبو بكر: السفاح، معناه في كلام العرب: الزنا. قال الشاعر:

(وما ولدتكمْ حيَّةُ ابنةُ مالكٍ ... سِفاحاً وما كانت أحاديثَ كاذب) (١٧٦)

(ولكِنْ نرى أقدامَنا في نِعالِكم ... وآنُفَنا بين اللَّحى والحواجبِ) (١٧٥)

وقال الله جل وعلا: {مُحْصَنِينَ غيرَ مُسافِحينَ} (١٧٦) ، أراد: غير مُزانين. وقيل للزنا: سِفاح، لأن سبيل الفاعل له أن يسفح عليه الماء، فجعل كناية عنه. فكان الرجل منهم في الجاهلية يقول للمرأة سافحيني، يريد: زانيني، استقباحاً للتصريح (١٧٧) بالزنا، وتقديراً ان (١٧٨) هذا أحسن.

ويمكن أن يكون الزنا سمي سفاحاً، لما يسفحه الرجل من مائه عند الجماع، وتفعل المرأة مثله. ومعنى " السفح " في اللغة: الصبُّ. قال الله عز وجل: {أو دماً مسفوحاً} (١٧٩) ، أراد: مصبوباً. قال الشاعر (١٨٠) :

(أقولُ ونِضوي واقِفٌ عندَ رِمْسِهَا ... عليك سلامُ اللهِ والعينُ تَسْفَحُ)

وشبيه بالسفاح: الشِغار، وهو على مثاله في اللفظ. قال النبي: (لا


(١٧٤) اللسان (سفح) .
(١٧٥) البيتان بلا عزو في معاني القرآن ٢ / ٤٠٨ وتفسير الطبري ٢٣ / ١٧٣. والثاني في شرح القصائد السبع ٧١، وشروح السقط ٣٥. وحية ابن مالك: قبيلة.
(١٧٦) النساء ٢٤.
(١٧٧) من ك: ل. وفي الأصل: للشرع.
(١٧٨) ك: لأن.
(١٧٩) الأنعام ١٤٥.
(١٨٠) شرح القصائد السبع ٢٦ بلا عزو أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>