للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ذراعَي حرةٍ أدماءَ بِكْرٍ ... هِجانِ اللونِ لم تقرأْ جنينا)

قال أبو عبيدة (٢٦٩) : معناه: لم تضم في رحمها ولدا.

وقال قطرب (٢٧٠) : إنما سُمي القرآن قرآناً، لأن القاريء يظهره ويبينه ويلقيه من فيه. أخذ من قول العرب: ما قَرَأت الناقةُ سَلىً قَطُّ، أي: ما رمت بولد. قال حميد (٢٧١) [بن ثور] :

(أراها غُلاماها الخَلَى فتشذَّرَتْ ... مِراحاً ولم تَقْرأْ جَنِيناً ولا دَمَا)

معناه: لم ترم بجنين ولا دم. (١٦٨)

٤٠ - وقولهم: قد نَظَرَ في التوراة

(٢٧٢)

قال أبو بكر: قال الفراء (٢٧٣) : التوراة معناها: الضياء والنور. من قول العرب: قد وريت بك زنادي، أي: أضاءت بك زنادي. قال: وأصل التوراة تَوْرَيَة، على وزن: تَفْعَلَةَ، فصارت الياء ألفاً، لتحركها وانفتاح ما قبلها. ويجوز أن تكون: تَفْعِلَة فيكون أصلها: تَوْرِيَة، فتنقل من الكسر إلى الفتح؛ كما تقول العرب: جارية وجاراة، وناصية وناصاة، وباقية وباقاة. أنشد الفراء:

(فما الدنيا بباقاةٍ لحيٍّ ... وما حيٌّ على الدنيا بباقِ) (٢٧٤)

قال أبو بكر: ولم يتكلم في معنى التوراة غير الفراء. التي ولدت ولداً واحداً، وتكون التي لم تلد. وهجان اللون بيضاء. وعمرو بن كلثوم التغلبي، شاعر جاهلي، من أصحاب المعلقات. (طبقات ابن سلام ١٥١، الشعر والشعراء ٢٣٤، الأغاني ١١ / ٥٢) .


(٢٦٩) مجاز القرآن ١ / ٢.
(٢٧٠) شرح القصائد السبع ٣٨٠.
(٢٧١) ديوانه ٢١. والخلى: الرطب من النبات، واحدته خلاة. وتشذرت: حركت رأسها. وحميد بن ثور الهلالي، مخضرم، أسلم ووفد على النبي. (الشعر والشعراء ٣٩٠، الأغاني ٤ / ٣٥٦، الإصابة ٢ / ١٢٦) .
(٢٧٢) مجالس العلماء ١٢١، المشكل ١٤٩، القرطبي ٤ / ٥ اللسان (ورى) .
(٢٧٣) اللسان (ورى) .
(٢٧٤) الإنصاف ٧٥ من دون عزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>