للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعفوه عفواً، وأَعفيته أُعفيه إعفاء: إذا كثَّرته.

جاء في الحديث: (أمر النبي أنْ تُحفى الشوارب، وأنْ تُعفى اللِّحى) (١٤٧) . معناه: وأن تُكَثَّر وتُوفَّر.

ويقال: قد عفا القوم يعفون عفواً: إذا كثروا. قال الله عز وجل: {حتى عَفَوا} (١٤٨) ، قالوا: معناه: حتى كثروا. وقال الشاعر (١٤٩) :

(ولكِنَّا نُعِضُّ السيفَ منها ... بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُومِ)

ويقال: قد عفا الرجلُ الرجلَ (١٥٠) [فهو عاف] : إذا طلب منه حاجة.

من ذلك الحديث الذي يُروى: (مَنْ أحيا أرضا مَيْتَةً فهي له، وما أكلت العافية منها فهو له صدقةٌ) (١٥١) .

فالعافية: كل طالب رزقاً، من إنسان أو طائر أو دابة. ويقال / في جمع العافية: العُفاة. قال الأعشى (١٥٢) :

(يطوفُ العُفاةُ بأبوابِهِ ... كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثَن)

ويروى: يطيف.

٣٧٣ - وقولهم: قد تجانَب الرجلانِ، وبينهما جِنابٌ

(١٥٣) (٥٣٧)

قال أبو بكر: الأصل في تجانب: تباعد. من ذلك قولهم: قد تجنبتُ فلاناً: إذا تباعدت منه. ومن ذلك قولهم: جارٌ جُنُبٌ: للبعيد. قال الله عز وجل: {والجارِ الجُنُبِ} (١٥٤) فمعناه: والجار البعيد. وقال الشاعر (١٥٥) :


(١٤٧) صحيح مسلم ٢٢٢.
(١٤٨) الأعراف ٩٤.
(١٤٩) لبيد، ديوانه ١٠٤. ونعض: نضرب. كوم: عظام الأسنمة.
(١٥٠) ساقطة من ك.
(١٥١) غريب الحديث ١ / ١٤٨.
(١٥٢) ديوانه ١٩.
(١٥٣) الفاخر ١٣١.
(١٥٤) النساء ٣٦.
(١٥٥) شرح القصائد السبع: ٥٨٩، بلا عزو. وهو لعبيد الله بن قيس الرقيات، ديوانه ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>