للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٥٢)

(وماءٍ قد وردتُ لوصلِ أَروى ... عليهِ الطيرُ كالوَرقِ اللَّجِينِ)

(ذَعَرْتُ به القَطا ونَفَيْتُ عنه ... مقامَ الذئبِ كالرجلِ اللعينِ) (١٥٤)

معناه: كالرجل المطرود (١٥٥) .

٢٩ - وقولهم: بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم

(١٥٦)

قال أبو بكر: قال الحسن: الباء: بهاء الله، والسين: سناء الله، والميم: مجد الله، والرحمن: الرقيق، والرحيم: أرق من الرحمن.

وقال ابن عباس: الرحمن الرحيم: اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر؛ فالرحمن: الرقيق، والرحيم: العاطف على خلقه بالرزق.

قال أبو عبيدة (١٥٧) : الرحمن مجازه عند العرب: ذو الرحمة، والرحيم: الراحم. قال: وربما سوّت العرب بين: فعلان و: فعيل، فقالوا: ندمان ونديم. وقال الشاعر (١٥٨) :

(فإنْ كنتَ نَدماني فبالأكبرِ اسقني ... ولا تَسْقِني بالأصغر المُتَثَلِّمِ)

(لعلّ أميرَ المؤمنينَ يسوءُهُ ... تنادمنا بالجَوْسَقَ المتهدِّمِ)

وقال حسان بن ثابت (١٥٩) :

(لا أَخدش الخَدْشَ بالجليس ولا ... يخشى نديمي إذا انتشيتُ يدِي) (١٥٣)

(أهوى حديثَ النَّدمانِ في فلَقِ ... الصْصُبحِ وصوتَ المُغَرِّدِ الغردِ)

وقال قطرب: يجوز أن يكون جمع بينهما على جهة لتوكيد، ومعناهما واحد. (٢٤ / ب) كما قال الله / جل ثناؤه: {وما من دابةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطيرُ


(١٥٤) للشماخ في ديوانه ٣٢٠.
(١٥٥) (معناه: كالرجل المطرود) : ساقط من ك.
(١٥٦) ينظر في البسملة: مقدمة ابن عطية ٢٨٧، القرطبي ١ / ٩١.
(١٥٧) مجاز القرآن ١ / ٢١.
(١٥٨) النعمان بن عدي بن نضلة كما في الاشتقاق ١٣٩، وفتوح البلدان ٤٧٤، وتاريخ عمر بن الخطاب ١١٧، وشرح المختار من لزوميات أبي العلاء ١ / ٢٨٢. والجوسق: الحصن، وهو القصر أيضاً، وهو فارسي معرب. (ينظر المعرب ١٤٤، شفاء الغليل ٩١، الألفاظ الفارسية المعربة ٤٨) .
(١٥٩) ديوانه ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>