للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٤ - وقولهم في أسمائه تعالى: الفَتّاح العليم

قال أبو بكر: الفتاح (١١٨) في كلامهم معناه الحاكم. من ذلك قوله عز وجل: {إنْ تستفتحوا فقد جاءكم الفتحُ} (١١٩) معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء. ومن ذلك قوله عز وجل: {ويقولونَ متى هذا الفتحُ إنْ كنتم صادقينَ} (١٢٠) ، / معناه: متى هذا القضاء. قال الشاعر (١٢١) : (٣٨ / أ)

(ألا أَبلِغْ بني عُصْمٍ رسولاً ... فإنِّي عن فُتَاحَتِكُم غَنِيُّ) (١٢٢)

معناه: عن محاكمتكم. ومن ذلك قوله عز وجل: {ربّنا افتحْ بيننا وبينَ قومِنا بالحقِّ} (١٢٣) ، معناه: ربنا اقض بيننا وبين قومنا بالحق. وقال الفراء (١٢٤) : أهل عُمان يسمون القاضي: الفَتّاح.

وقال قوم: معنى قوله تعالى: {إنْ تستفتحوا فقد جاءكم الفتحُ} : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.

وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر: اللهم انصر أفضل الدينين عندك وأرضاه (١٩٠) لديك؛ فقال الله عز وجل: {إنْ تستفتحوا فقد جاءكم الفتحُ} معناه: إن تستنصروا (١٢٥) .

ومن ذلك الحديث الذي يُروى عن النبي: (أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين) (١٢٦) . قال أبو عبيد (١٢٧) : معناه يستنصر بصعاليك المهاجرين. قال الشاعر:


(١١٨) الزجاج ٣٩، الزجاجي ٣٢٦، القشيري ١٤٨.
(١١٩) الأنفال ١٩.
(١٢٠) السجدة ٢٨.
(١٢١) محمد بن حمران الجعفي وهو الشويعر. (الوحشيات ٤٦ والصاهل والشاحج ٦٤٧) . ونسب إلى الأسعر في اللسان (فتح) . ونسب في جمهرة اللغة ٢ / ٤ إلى الأعشى، وليس في ديوانه.
(١٢٢) ك: بأني عن فتاحكم.
(١٢٣) الأعراف ٨٩.
(١٢٤) معاني القرآن ١ / ٣٨٥.
(١٢٥) أسباب نزول القرآن ٢٣٠.
(١٢٦) النهاية ٣ / ٤٠٧.
(١٢٧) غريب الحديث ١ / ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>