للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فإمّا تُمْسِ في جَدَثٍ مُقيماً ... بمَسْهَكَةٍ مِنَ الأرواحِ ضَجْرِ)

٥٠٢ - وقولهم: رَضِيتُ من الغنيمةِ بالإِيابِ

(٥٩)

قال أبو بكر: معناه: بالرجوع: من قولهم: آب يؤوب أوباً: إذا رجع. (١٣) ويقال: قد تأوبني دائي: إذا راجعني، والأواب: الرجاع. قال الشاعر (٦٠) :

(رسٌّ كرسِّ أخي الحُمّى إذا غَبَرَتْ ... يوماً تأَوَّيَهُ منها عقابيلُ)

وقال امرؤ القيس (٦١) :

(وقد نقَّبْتُ في الآفاقِ حتى ... رَضِيتُ من الغنيمةِ بالإيابِ)

٥٠٣ - وقولهم في الصياح بصاحب الباقلاء [أيضاً] : يا باقلاء حارّ

قال أبو بكر: فيه خمسة أوجه:

أحدهن أن تقول: يا باقلاءُ حارٌّ، فترفع الباقلاء لأنه منادى مفرد، وترفع الحار على تجديد النداء، كأنك قلت: يا باقلاءُ يا حارُّ، والنداء في اللفظ واقع على الباقلاء، وهو في الحقيقة لصاحبه؛ كما تقول العرب: قد ربحت دراهمُكَ ودنانيرُك، وقد خَسِرت تجارتُك؛ معناه: قد خسر أصحاب التجارة. فلما عُرِف المعنى، جاز الاختصار. قال الله عز وجل: {فما ربحتْ تجارتُهم} (٦٢) . ومنه قول العرب: ليلٌ نائمٌ، وماء دافقٌ، وسرٌّ كاتِمٌ؛ معناه: ليل يُنام فيه، وماء مدفوق، وسر مكتوم. فلما عُرِف المعنى صُرِف إلى هذا اللفظ. قال الشاعر:

(إنَّ الذينَ قتلتم أمسِ سَيِّدَهُم ... لا تحسبوا ليلَهُم عن ليلِكُم ناما)

(أَدُّوا التي نقصت سبعينَ من مائةٍ ... ثم ابعثوا حَكماً بالعدلِ حَكّاما) (٦٣)


(٥٩) الفاخر ٢٦٠. جمهرة الأمثال ٤٨٤ / ١.
(٦٠) عبدة بن الطبيب، شعره: ٥٩، وقد سلف ٢١٣ / ١. والعقابيل: بقايا المرض.
(٦١) ديوانه ٩٩. وفي هامش الأصل: ويروي: طوفت. وهي رواية الديوان.
(٦٢) البقرة ١٦.
(٦٣) بلا عزو في الأضداد ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>