للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهول، فأرسلها مَثَلاً.

والأبلخ: المتكبر. ويضرب هذا عند المتكبر في نفسه، ولا يعرف الناس له ذاك، ولا قدر له عندهم.

قال أبو بكر: " وآمٍ " جمع " أَمَة ". أنشدنا أبو العباس:

(يا صاحِبَيَّ ألا لا حَيَّ بالوادي ... إلاّ عبيدٌ وآمٍ بَيْنَ أذوادِ)

(أتنظُرانِ قليلاً ريثَ غفْلَتِهِم ... أو تعدوانِ فإنّ الريحَ للعادِي) (١٥٦)

٧٦١ - وقولهم: قد تَكَفَّلْتُ بالشيء

(١٥٧)

قال أبو بكر: معناه: قد ألزمته نفسي، وأَزَلْتُ عنه الضَيْعَةَ والذهاب. وهو مأخوذ من " الكِفْل "، و " الكِفْل ": ما يحفظ الراكب من خلفِهِ.

أخبرني أبي - رحمه الله - عن الطوسي عن أبي عبيد قال: الكفل يجعل على ظهر البعير، ليمنع الراكب من السقوط والوقوع.

وإنما سمي الحظ كفلاً لمنفعته. قال الله عز وجل: {يؤتكم كِفلينِ من رحمتِهِ} (١٥٨) ، أراد: حظَّين. ونصيبين. وقال في غير هذا الموضع {مَنْ يَشْفَعْ شفاعةً حسنةً يكنْ له نصيب منها ومَنْ يَشْفَعْ شفاعة سيئةً يكنْ له كِفْلٌ منها} (١٥٩) ، أراد بالكِفل: الحظّ، لأنه يمنع من غضب الله، كما يمنع كفل البعير الراكب من السقوط.

ويقال: رجل كِفْل: إذا كان لا يثبت على الخيل، وليس هو من الأول. ويقال: رجال أكفال: إذا كانوا كذلك. قال جرير (١٦٠) :


(١٥٦) للسليك بن السلكة في اللسان (أما) . وينظر شرح القصائد السبع ٢٢٢.
(١٥٧) التهذيب ١٠ / ٢٥٠، واللسان (كفل) .
(١٥٨) الحديد ٢٨.
(١٥٩) النساء ٨٥.
(١٦٠) ديوانه ٥٩ وفيه: ميلا إذا..

<<  <  ج: ص:  >  >>