للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: أنهم كانوا إذا صدروا عن مِنىً، قام رجل من كنانة، يقال له: نُعيم بن ثعلبة فقال: أنا الذي لا أُعاب، ولا يُرد لي قضاء. فيقولون له: أَنْسِئنا شهراً، أي: أَخِّر عنا حُرْمَةَ المُحرَّم، فاجعلها في صفر. وذلك أنهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر لا يمكنهم الإِغارة فيها، لأن معاشهم (١١٦) كان في (٥٦٠) الإغارة. فيحلّ لهم المحرّم، ويُحرِّم عليهم صفراً. فإذا كان في السنة المقبلة حرم عليهم المحرم، وأحلّ لهم صفراً. فقال الله عز وجل: {إنما النسىءُ زيادةٌ في الكفر} قال الشاعر (١١٧) :

(وكُنا الناسئين على مَعَدٍّ ... [شهورَهم الحرامَ إلى الحلالِ)

وقال الآخر (١١٨) :

(ألسْنا الناسئينَ على مَعَدٍّ] ... شهورَ الحِلِّ نجعلُهَا حرامَا)

وقال الآخر (١١٩) :

(نسأوا الشهورَ بها وكانوا أهلَها ... من قبلكم والعزُّ لم يتحوَلِ)

٣٩٥ - وقولهم: جاءَ فلانُ بمُعْضِلَةٍ

(١٢٠)

قال أبو بكر: معناه: جاء بخصلة شديدة، وكلمة عظيمة لا يُهتدى (١٧٦ / أ) لمثلها، ولا يوقف على جوابها. من قول العرب: داء عُضال ومُعْضِلٌ: / إذا كان شديداً لا يُهتدى لدوائه، ولا يُوقف على علاجه.

قال الشاعر (١٢١) :

(إذا هَبَطَ الحجّاجُ أرضاً مريضةً ... تتبَّعَ أَقْصَى دائِها فشفاها)

(شفاها من الداءِ العُضَالِ الذي بها ... غلامٌ إذا هزَّ القناةَ سقاها)


(١١٦) ك: لأن معايشهم كانت.
(١١٧) بلا عزو في أمالي القالي ١ / ٤ وفيه: إلى الحليل.
(١١٨) عمير بن قيس بن جذل الطعان في اللسان (نسأ) ونسب إلى الكميت في القرطبي ٨ / ١٣٨ وليس في شعره.
(١١٩) بلا عزو في أمالي القالي ١ / ٤. ونسبه البكري في اللآلي إلى أمية بن الأسكر، ثم قال: " وقيل إنه للشويعر ربيعة بن عبس الليثي ".
(١٢٠) اللسان والتاج (عضل) .
(١٢١) ليلى الأخيلية. ديوانها ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>