للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأصمعي (١١١) : هو لا دَريت ولا ائتَلَيْت، وقال ائتليت: افتعلت، من أَلَوْت الشيء: إذا استطعته. يقال: ما أَلوتُ الصيام أي ما استطعته. قال الأخطل (١١٢) :

(فمَنْ يبتغي مسعاةَ قوميَ فليَرُمْ ... صعوداً إلى الجوزاءِ هل هو مؤتلي)

معناه: هل هو مستطيع.

والوجه الرابع: لا دَرَيْتَ ولا تَلَوْتَ، على معنى: لا أحسنت أن تتبع. فيكون من قولهم: تلوت الرجل: إذا / تَبِعته. (٦٦ / أ)

قال أبو بكر: وحكى أبو العباس أحمد بن يحيى: لا دريتَ ولا تليتَ. (٢٦٩) وقال: الأصل فيه: لا دريت ولا تلوت، فردوه إلى الياء، فقالوا: تليت، ليزدوج الكلام؛ فيكون: تليت، على مثال: دريت؛ كما قالوا: إنه ليأتينا بالغدايا والعشايا، فجمعوا (١١٣) الغداة: غدايا، ليزدوج مع العشايا؛ كما قال (١١٤) الشاعر (١١٥) :

(هتّاكُ أَخْبيةٍ ولاُّج أَبْوِبَةٍ ... يخلط بالجدِّ منه البِرَّ واللِّينا)

فجمع الباب: أبوبة (١١٦) ، ليزدوج مع الأخبية.

وحكى أبو عبيد (١١٧) وجهاً سادساً: لا دَرَيْت ولا أَليتْ، ولم يفسره.

والأصل فيه عندي: ولا أَلوت أي ولا قصّرت. وعلى مذهب الأصمعي: ولا استطعت، فردّه إلى الياء ليزدوج مع دريت، على ما مضى من التفسير.


(١١١) الفاخر ٣٨.
(١١٢) أخل به ديوانه بطبعتيه، وهو في شرح المفضليات: ٥١٣، واللسان (ألو) .
(١١٣) (١١٤) ك: وقال.
(١١٥) ابن مقبل أو القلاخ (ينظر ديوان ابن مقبل ٤٠٦) وقد سلف البيت ص: ١٥٧.
(١١٦) (فجمع الباب أبوبة) ساقط من ك، ق.
(١١٧) ل: أبو عبيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>