للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال: قد جَدَّ الرجل في الأمر إذا انكمش فيه (٤١) ، يجدُّ جِداًّ. وإذا خاطبت الرجل قلت: ما كنت ذا جد، ولقد جَدَدْتَ وأنت تَجِد. قال أبو العباس: أنشدني السدري (٤٢) :

(لطالما برَّحَتْ بي الأعينُ النُجُلُ ... واقتادني بدواعي (٤٣) غيِّهِ الغَزَلُ)

(عهدَ الشبابِ لقد أبقيتَ لي حَزَناً ... ما جَدَّ ذكرك إلا جَدَّلي ثُكُلُ)

(إن المشيبَ إذا ما حل زائره ... بمنهل جاء يقفو أثره الأَجَلُ) (٤٤)

ويقال: جَدَّ يَجدُّ: إذا قَطَعَ. ويقال: قد جَدَّ القميص يجدُّ، بكسر الجيم. ويقال: قميص جديد، وجبة جديد، بغير هاء.

قال أبو بكر: قال الفراء (٤٥) : إنما لم تدخل الهاء في جديد لأن أصلها: مجدود، فلما صُرفت عن مفعول إلى فعيل، الزمت التذكير، كما تقول العرب: كفٌ خضيبٌ، وعينٌ كحيلٌ، ولحيةٌ دهينٌ، فتحذف (٤٦) الهاء، لأن الأصل فيهن: كف مخضوبة، وعين مكحولة (٤٧) ، ولحية مدهونة، / فلما صرفت إلى فعيل ألزمت (١٠ / أ) التذكير، ليفرق بين ماله الفعل، وبين ما الفعل واقع عليه؛ فالذي له الفعل قولك: امرأة كريمة وأديبة وظريفة، والذي الفعل واقع عليه قد تقدم ذكره.

قال أبو بكر: وسمعت أبا العباس يقول: هي القنطرة الجديد ورأيت القنطرة الجديد، بغير هاء (٤٨) ، لأن الفعل واقع عليها. (١١٥)

قال أبو بكر: رأيت القنطرة العتيقة، بالهاء، لأن الفعل لها عَتُقَتْ فهي عتيقة، فصارت بمنزلة الأديبة والكريمة.


(٤١) ساقطة من ك، ر.
(٤٢) من أصحاب الأصمعي، روى عنه ثعلب في مجالسه. (ذيل الأمالي ١٣٠، طبقات النحويين واللغويين ١٧٢) .
(٤٣) ك: واقتداني لدواعي.
(٤٤) الأبيات لمحمد بن حازم في الأغاني ١٤ / ٩٤، وأمالي المرتضى ١ / ٦٠٦.
(٤٥) ينظر: المذكر والمؤنث ٥٨.
(٤٦) ك: فحذف.
(٤٧) تأخرت في ك بعد (مدهونة) .
(٤٨) (بغير ... ويقال) : ساقط من ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>