للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لا يُبْعِدِ اللهُ ربُّ العبادِ ... والمِلْحُ ما ولدت خالِدَه) (٣٢٥)

(هم المطعمو الضيفَ شَحْمَ السنامِ ... والقاتلوا الليلةَ البارِدَه)

(وهم يكسرونَ صدورَ الرماحِ ... بالخيلِ تُطْرَدُ أو طارِدَه)

(يذكرني حُسنَ آلائِهم ... تفجُّعُ ثكلانةٍ فاقِدَه)

(فإنْ يكنِ القتلُ أفناهم ... فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَه) (٧٨)

قال أبو العباس: العرب تُعظِّم الملح والنار والرماد. ومن الملح قولهم: ملح فلان على رُكْبَتِهِ (٧٩) ، فيه قولان:

أحدهما أن يكون المعنى: هو مُضَيّعٌ لحَقِّ الرضاع، غير حافظ له. فأدنى شيء يُنْسِيه حقَّ الرضاع (٨٠) ، كما أن الذي يضع الملح على ركبته أدنى شيء يُبَدِّده.

والقول الثاني: أن يكون معنى ملحه على ركبته: هو سيء الخلق، يغضب من كل شيء، ويصيح من أدنى شيء، كما أنّ الذي يضع ملحه على ركبته يتبدَّد من أدنى شيء. قال مسكين الدارمي (٨١) :

(لا تَلُمْها إنّها من أُمَّةٍ ... مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ)

(كشموس الخيل يبدو شغبها ... كلما قيلَ لها هابِ (٨٢) وَهَبْ)

والملح يُذكر ويُؤنث (٨٣) ، والتأنيث فيه (٨٤) أكثر.


(٧٨) للحارث بن عمرو الفزاري في مقطعات مراث ١٠٦ ولشتيم بن خويلد في الفاخر ١١ ولنهيكة بن الحارث المازني في الخزانة ٤ / ١٦٤ نقلاً عن ابن الأعرابي
(٧٩) الفاخر ١٢، كنايات الجرجاني ١٢٧، مجمع الأمثال ٢ / ٢٦٩.
(٨٠) (غير حافظ ... الرضاع) ساقط من ك بسبب انتقال النظر.
(٨١) ديوانه ٢٣. ومسكين هو ربيعة بن عامر، ت ٨٩ هـ. (الشعر والشعراء ٥٤٤، اللآلي ١٨٦، الخزانة ١ / ٤٦٧) .
(٨٢) ل: هال. وهو رواية أخرى.
(٨٣) ذهب الفراء في المذكر والمؤنث ٨٤ والمفضل بن سلمة في مختصر المذكر والمؤنث ٣٣٥ إلى تأنيث الملح. وبذلك أخذ أبو بكر في المذكر والمؤنث: ٤٢٠. وبمثل مقالته هنا قال الصغاني في التكملة: ٢ / ١١ (ملح) .
(٨٤) ساقطة من ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>