للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال معن بن أوس (١٠٨) :

(فما بلغتْ كفُّ امرىءٍ متناولٍ ... بها المجدَ إلا حيثُ ما نِلتَ أَطْولُ)

(ولا بلغ المهدونَ نحوك مِدحةً ... ولو صداقوا إلاّ الذي فيكَ أفضلُ)

أراد: افضل من قولهم. قال أبو بكر: وسمعت أبا العباس يقول: (مِن) تحذف في مواضع (١٠٩) الأخبار ولا تحذف في مواضع الأسماء، من قال: أخوك أفضل، لم يقل (١١٠) : إن أفضل أخوك.

وإنما حذفت (مِن) (١١١) في مواضع (١١٢) الأخبار، لأن الخبر يدل على أشياء غير موجودة في اللفظ؛ وذلك أنك إذا قلت: أخوك قام، دلّ هذا على مصدر وزمان ومكان وشرط كقولك: أخوك قام قياماً يوم الخميس في الدار لكي يُحسِن، / والاسم لا يحذف منه شيء يدل عليه. (١٤ / أ)

وقال ابن عباس (١١٣) : معنى قول الله عز وجل {وهو الذي يبدأ الخَلقَ ثم يعيدُه وهو أهون عليه} (١١٤) : وهو أهونُ على المخلوق، أي: الإعادة أهون على المخلوق من الابتداء، وذلك أنَّ الابتداء يكون فيه نطفة ثم علقة ثم مضغة، والإعادة تكون بأن يقول له: كن فيكون.

وقال آخرون: وهو أهون عليه معناه: والإعادة أهون على الله من الابتداء فيما تظنون يا كفرة، والله [تبارك وتعالى] ليس شيء عليه أهون من شيء، وله المثل (١٢٥) الأعلى في السموات والأرض. قال المفسرون: المثل الأعلى شهادة أن لا إله إلا الله.


(١٠٨) ديوانه ١٠ (لا يبزك) ٤ {بغداد) .
(١٠٩) ك، ر: موضع.
(١١٠) ك: لا يقل.
(١١١) (من) ساقطة من ك. وفي ل: ان.
(١١٢) ك: موضع.
(١١٣) تفسير الطبري ٢١ / ٣٦.
(١١٤) الروم ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>