للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال: معنى أشد وطاء: أشد قياماً. أي هي أشد على المصلي من صلاة النهار، لأن الليل تنصرف فيه القلوب إلى النوم. (٢٠٣ / ب ٦٢٩)

فالوِطاء، من: واطأت مُواطأة، ووِطاء. والوَطءُ، من: وَطِئت / وَطْأً. قال الله عز وجل: {ليواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ} (٣٠٧) فمعناه: ليوافقوا.

وفيه ثلاثة أوجه: يقال: واطأت فلاناً على كذا [وكذا] ، وهو مذهب التحقيق في الهمز.

وواطاتُ فلاناً على كذا، [وكذا] وهو مذهب التليين في الهمز.

وواطَيْتُ فلانا على كذا، [وكذا] وهو على مذهب الانتقال من الهمز إلى الياء. فواطَيْتُ، على مثال: قاضَيْتُ ورامَيْتُ.

ويقال: فلان لم يواطيء فلاناً، بالهمز، ولم يواطي فلاناً، بإثبات الياء، على تليين الهمز، وفلان لم يواطِ فلاناً، بحذف الياء، على الانتقال عن الهمز. قال زهير (٣٠٨) :

(جَرِيء متى يُظْلَمْ يُعاقِبْ بظُلْمِهِ ... سريعاً وإلاّ يُبْدَ بالظلم يَظْلِمِ)

قال: وجمع الآخر بين اللغتين فقال:

(إني من القومِ الذينَ إذا ابتدَوا ... بَدَؤا بحقَّ اللهِ ثُمَّ النائلِ) (٣٠٩)

[قال أبو بكر: قوله: {إنَّ ناشئةَ الليلِ} معناه: إن قيام الليل. قال المفسرون (٣١٠) : كل ما أحياه المصلي من صلاة الليل فهو له ناشئة.

فمن (٣١١) قرأ: {هي أشدُّ وطأً} ، فهو من: وَطِيءَ يطأ وَطْأً، على مثَال فَهِم يفهم فَهماً. ومن قرأ: {وِطاءً} ، فهو من: واطأَ يُواطيء مواطأةً، ووِطاءً.

وقال الفراء (٣١٢) : فأما الوِطءُ، فلا وِطء، لم نروه عن أحد.


(٣٠٧) التوبة ٢.
(٣٠٨) ديوانه ٢٤، والأضداد: ٢١٠.
(٣٠٩) لعمرو بن الاطنابة من مقطعة في الحماسة: ١٦٣ (شرح المرزوقي) (٣١٠) ينظر: زاد المسير ٨ / ٣٩١.
(٣١١) ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي كما في السبعة ٦٥٨ والتيسير ٢١٦.
(٣١٢) معاني القرآن ٣ / ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>