للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضمرة، وأمه العبدية، وعنوة بن ضمرة، وأمه الطمثانية، فقال له: هؤلاء رهن عندك بغلمتك، حتى أرضيك منهم. فلما صار أولاد ضمرة في يدي لقيط أساء ولايتهم، وجفاهم، وأهانهم. فقال ضمرة في ذلك:

(صرمتُ إخاءَ شِقَّةَ يومَ غَوْلٍ ... وإخوتِهِ فلا حلَّتْ حِلالي)

قال ابن الأعرابي: حلالي: امرأته، أو ناقته، أو شاته، أو خصلة مما يَحلُّ له. (٢٤٩)

وقال الفراء: معناه: فلا حلّت يميني: قال: وحلالي، بكسر اللام، بمنزلة حذام وقِطامِ، و " الياء " صلة لكسرة اللام.

(كأني إذْ رَهَنْتُ بَنيَّ قومي ... دفعتهم إلى صُهْبِ السِّبالِ) (٢٢٤)

قوله: إلى صهب السبال، معناه: إلى الأعداء. ويروي: إلى الصهب السبال، / وهو كقولك: مررت بحَسَن الوجه، وبالحسن الوَجْهِ. ٢٠٤ / ب

[فلم أرْهَنْهُمُ بدمٍ ولكنْ ... رهنتهم بصُلحٍ أو بمال)

(صرمتُ إخاءَ شِقَّةً يومَ غَوْلٍ ... وحُقَّ إخاء شِقّةَ بالوصالِ] )

فأجابه لقيط بن زرارة:

(أبا قَطَن إنّي أراك حزينا ... وإنّ العجولَ لا تبالي الحنينا) (٢٢٥)

أي: قد فقدت ولدك، فالحنين لا يثقل عليك، كما [لا] يثقل على الناقة العجول، وهي التي أُعجِل عنها ولدها فمات، أو أكله السَّبُعُ.

(أفي أنْ صبرتُمْ نصفَ حولٍ بحقِّنا ... ونحن صَبَرْنا قَبْلُ سبعَ سنينا)

وقال ضمرة بن جابر:

(لَعَمْرُكَ إنني وطلاب حُبّى ... وتَرْكَ بَنيَّ في الشُّطُرِ الأعادِي)

(لِمَنْ نَوْكى الشيوخِ وكانَ مثلي (٢٢٦) ... إذا ما ضَلَّ لم يُنْعَشْ بهادِي)

ويقول: أنا أتقدم الناس كلهم في البصر والهداية، فإذا ضَلَلْتُ فَمْن يهديني؟ أي: لا يهتدي أحد للذي أضل فيه.


(٢٢٤) نسب هذا البيت إلى خلف الأحمر في مناقب الترك (رسائل الجاحظ) ١ / ٧٦ وصدره: كأني حين أرهنهم بنيي.
(٢٢٥) في أمثال العرب ٨: لا تبالي خدينا.
(٢٢٦) من ك. ل. وفي الأصل: قبلي. وما أثبتناه موافق لرواية أمثال العرب والفاخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>