للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه: إمّا تغلب الهوى. وقال الآخر (١٣) :

(وفيهم لتَيْمِ اللهِ طَوْدٌ تعزُّهُ ... جبالٌ إذا سارَتْ حنيفةُ أو عِجْلُ)

ومن ذلك قولهم: من عزَّ بزَّ (١٤) ، معناه: من غلب سلب. يقال: قد بزَّ فلاناً يبزّه بزّاً: إذا سلبه. قال علي بن أبي طالب (١٥) (رض) ، يعني عمرو بن عبد ود:

(فصددتُ حينَ رأيتُهُ مُتَقَطِّراً ... كالجذعِ بيْنَ دكادكٍ وروابي)

(وعَفَفْتُ عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقَطَّرَ بَزَّني أثوابي)

[معناه: سلبني أثوابي] . ويقال: رجل حسن البَزِّ والبِزَّة: إذا كان حسن الثياب. ويكون / البَز والبِزة أيضاً: السلاح. أنشد الفراء (١٦) : (٣٢ / ب)

(إني إذا ما كانَ يومٌ ذو فَزَعْ ... )

(أَلْفَيْتَني محتمِلاً بَزِّي أَضَعْ ... )

معناه: محتملاً سلاحي. ومعنى أضع: أسرع. من قول الله عز وجل: {ولأَوْضَعوا خِلاَلكم} (١٧) . يقال: قد أوضع الراكب، ووضع: إذا أسرع. - (١٧٦)

وقال امرؤ القيس (١٨) :

(أرانا موضِعِينَ لوقتِ غيبٍ ... ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشرابِ)

أراد: أرانا مسرعين، وقال الآخر (١٩) :

(أُرَجِّلُ جُمتي وأجرُّ ذيلي ... ويحمِلُ بِزَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ)

معناه: ويحمل سلاحي.


(١٣) لم أهتد إليه.
(١٤) أمثال العرب ٥٣، جمهرة الأمثال ٢ / ٢٨٨، مجمع الأمثال ٢ / ٣٠٧.
(١٥) ديوانه ٢٤.
(١٦) المعاني ١ / ٤٤٠ بلا عزو.
(١٧) التوبة ٤٧. ورسمت في بعض المصاحف: (ولا أوضعوا) بزيادة ألف. (ينظر: المصاحف ١٠٨ هجاء مصاحف الأمصار ١٢٢، المقنع ٤٥، المحكم في نقط المصاحف ١٧٤) .
(١٨) ديوانه ٩٧.
(١٩) عمرو بن قعاس أو قنعاس في الاختيارين ٢١٣. وأفق بالضم: رائع، وكذلك الأنثى.

<<  <  ج: ص:  >  >>