للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نَسوفٍ للحِزام بِمِرْفَقَيْها ... يَسُدُّ خواءَ طُبْيَيْها الغبارُ)

يعني أن الفرس من شدة إسراعها، يرتفع الغبار فيسد ما بين طبييها. ويقال: قد (٣٢٦) خوى البعير: إذا تجافى عن الأرض في بَرْكِهِ. قال العجاج (١٢٥) :

(خوَّى على مستوياتٍ خَمْسِ ... )

(كِرْكِرَةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ ... )

ويروى عن البراء (١٢٦) أنّه سُئل عن صلاة رسول الله (١٢٧) فرفع عجيزته وخوَّى. فمعناه: أنه تجافى عن الأرض. والعجيزة أصلها للمرأة، ثم تستعمل للرجل بمعنى " العجُز ". ويُروى عن البراء انه قال: (كان رسول الله إذا سجد جخَّى بمرفقيه عن جَنْبَيْهِ) (١٢٨) . فمعنى جخَّى. تقوَّس وتفتّح. أنشدنا أبو شُعَيْب قال: أنشدنا يعقوب بن السِّكَّيت:

(لا خَيْرَ في الشيخِ إذا ما اجْلَخّا ... )

(وسالَ غَرْبُ عيْنهِ وجخَّا ... ) (١٢٩)

وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:

(لا خيرَ في الشيخَ إذا ما اجَلَخَّا ... )

(وسالَ غَرْبُ عينهِ ولَخَّا ... )

(وكان أكلاً قاعداً وشَخَّا ... )

(تحتَ رواقِ البيتِ يخشى الدُخّا ... )

(وانثنت الرجلُ فصارتْ فخَّا ... )

(وعادَ وصلُ الغانياتِ أَخّا ... ) (١٣٠)


(١٢٥) ديوانه ٤٧٥ - ٤٧٦. والكركرة والثفنة ملتقى العضد والذراع.
(١٢٦) البراء بن عازب. سلفت ترجمته.
(١٢٧) ك: ... وسجوده.
(١٢٨) النهاية ١ / ٢٤٢.
(١٢٩) اللسان (جخا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>