للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه الحديث الآخر: (أن مسجده كان مربداً ليتيمين كانا في حجر ٢٣٨ / ب معاذ بن عفراء، فاشتراه معوّذ بن عفراء، فجعله للمسلمين، فبناه / رسول الله مسجداً) (٨١) .

ومنه الحديث الآخر: (أنه كان له مربد يحبِسُ فيه) (٨٢) .

ورُبَّما جعلت العرب العصا التي تُجعل في باب محبس الإبل معترضة: مربداً. من ذلك قول الشاعر (٨٣) :

(عواصيَ إلاّ ما جعلت وراءها ... عصا مِرْبدٍ تغشى نحوراً وأَذْرُعا)

قال أبو عبيد (٨٤) : عنى هذا الشاعر إبلا تحبسها العصا، فهي المربد.

ورد ابن قتيبة عليه قوله، وقال: العصا ليست مربداً، وإنما هي عصا في المربد.

وقول أبي عبيد هو الحق، لأنه أخبر أنها تعصى حُفّاظها، فلا يرُّدها إلا العصا، فلما انفردت العصا بحبسها، كانت هي المربد لها.

ولأبي عبيد حجتان واضحتان في البيت:

إحداهما أنه أضاف " العصا " إلى " المربد "، وهي المربد، كما قالت العرب: حبة الخضراء، و " الحبة " هي " الخضراء "، وكما قالوا: ليلة القمراء، ودين القَيِّمة. (٣٦٧)

والحجة الأخرى: أن العصا تُسمى: مِربداً، لأنّها من سبب المربد، كما سموا موضع الدابة: آريّاً، لأنه من سبب الآري، والآري (٨٥) في الحقيقة هو الحبل الذي يحبس به الدابة.

و" المربد " في غير هذا الموضع: الذي يجعل فيه التمر بعد الجذاذ، قبل أن ينقل إلى المدينة والبيوت. وهو بمنزلة " الجرين "، ومثله للطعام: البَيْدر، والأَنْدَر.

ومن هذا المعنى حديث النبي: (أنه قال: اللهم اسقنا، فقام أبو لبابة


(٨١) غريب الحديث ١ / ٢٤٦.
(٨٢) لم أقف عليه.
(٨٣) سويد بن كراع في شعره: ١٥٥.
(٨٤) غريب الحديث ١ / ٢٤٧.
(٨٥) سلف الكلام عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>