للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: دوم الطائر، معناه: سَكَّن جناحيه، وقال: كذا طيران الحِدَأ والرَّخَم.

وقال الأصمعي (١٠٩) : لا يكون التدويم في الأرض. وقال: أخطأ ذو الرمة (١١٠) في قوله:

(حتى إذا دوَّمت في الأرضِ راجَعَهُ ... كِبْرٌ ولو شاءَ نجّى نفسَهُ الهربُ)

وحدثنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عبيد قال: حدثنا سعيد (١١١) عن ابن عجلان (١١٢) عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من جنابَةٍ) (١١٣) .

فالدائم، معناه ههنا: الساكن. ويقال: أدمت الشيء، إذا سكنته، حتى [دام] هو. قال الجعدي (١١٤) :

(تفورُ علينا قِدرُهُم فنُديُمها ... ونَفْثَؤُها عنّا إذا حَمْيُها غلا)

أراد بنديمها: نُسَكِّنها. وبالقدر: قدر الحرب، شبه شدتها بالقدر التي يوقد تحتها وتغلي، ونفثؤها، معناه: نسكنِّها. يقال: قد فثأت غضب فلان: إذا سكنته. وأنشدنا أبو العباس:

(تمنيتُ من حبي عُلَيَّةَ أَنّنَا ... على رَمَثٍ في البحرِ ليس لنا وَفْرُ)

(على دائمٍ لا تعبر الفلَكُ مَوْجَهُ ... ومن دوننا الأهوالُ واللججُ الخُضْرُ) (٣٧٣)

(فنقضي همَّ النفسِ في غيرِ رِقبةٍ ... ويُغْرِقُ مَنْ نخشى نَمِيمتَهُ البحرُ) (١١٥) ٢٤٠ / ب

(/ أراد بالدائم: الساكن. والرمث: خشب يُضَمُّ بعضه إلى بعض، ويركب عيه في البحر.


(١٠٩) الأضداد ٨٣.
(١١٠) ديوانه ١٠٢ وفيه: أدركه. وفيه قولة الأصمعي أيضاً. وينظر الأضداد ٨٣، وشرح المفضليات ٩٥، ٧٥٣، ٨١٣.
(١١١) سعيد بن أبي مريم المصري، ت ٢٢٤ هـ. (تهذيب التهذيب ٤ / ١٧) .
(١١٢) محمد بن عجلان المدني، ت ١٤٩ هـ. (تهذيب التهذيب ٩ / ٣٤٢) .
(١١٣) غريب الحديث ١ / ٢٢٤.
(١١٤) ديوانه ١١٨. وينظر غريب الحديث ١ / ٢٢٥، وشرح القصائد السبع ٥٧٥.
(١١٥) لأبي صخر الهذلي في شرح أشعار الهذليين ٩٥٨. وفيه: ومن دوننا الأعداء، ويعدو من نخشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>