مرّ ذوو عَدد فاستغاثت بهم، فأدركوا الرجل الذي كانت استغاثت به فأخذوه، وسبقهم الآخر، فجاءوا به يقودونه إليها فقال: أنا الذي أغثتك وقد ذهب الآخر فأتوا به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال الرجل: إنما كنت أغثتها على صاحبها فأدركني هؤلاء فأخذوني فقالت: كذب، هو الذي وقع عليَّ .. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انطلقوا به فارجموه فقام رجل فقال: لا ترجموه فارجموني فأنا الذي فعلت بها الفعل واعترف، فاجتمع ثلاثة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الذي وقع عليها والذي أغاثها والمرأة. فقال -صلى الله عليه وسلم-: أما أنت فقد غفر لك، وقال للذي أغاثها قولا حسنا. فقال عمر -رضي الله عنه-: ارجم الذي اعترف بالزنا، فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: لا، لأنه قد تاب».
وفي رواية فقالوا:«يا رسول الله ارجمه، فقال: لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم».
وعند التِّرْمِذِيّ أمر برجمه، فقال:«ارجموه لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم»(١).
ولكن في الرواية اضطرابًا وهو ورود روايتين أحدهما أنه أمر برجمه والأخرى أنه لم يأمر، ولذا قال ابن القَيِّم:«وهذا الحديث إسناده على شرط مسلم، ولعله تركه لهذا الاضطراب في متنه»
وإن سلم الحديث، فليس احتجاج المانع من اعتبار القرائن به بأولى من احتجاج القائل بها، قال ابن القَيِّم -رحمه الله-: «فيقال: -والله أعلم- إن هذا مثال إقامة الحد باللوث الظاهر القوي، فإنه أدرك وهو يشتد هاربًا بين أيدي القوم، واعترف بأنه كان عند المرأة، وادعى أنه كان مغيثا لها، وقالت المرأة: «هو هذا» وهذا لوث ظاهر، وقد أقام