قال دور كليم في نتيجة ما استخلصه من قواعده الشهيرة التي وضعها لعلم الاجتماع، وفي قوله شيء من السيطرة ما يأتي: نعتقد أنه قد آن لعلم الاجتماع أن يتصف بصفات العلم الحقيقية لا أن يقتصر على مالقيه من النجاح الذي يلقاه كل شيء جديد في هذا العصر وعلى أثر دور كليم سار رجال المذهب الاجتماعي الفرنسي فأرادوا أن يلبسوا أبحاثهم هذه الصبغة العلمية التي تمناها شيخهم وأضع هذا العلم. فهل وفقوا؟.
هذا ما يجب البحث فيه منذ الآن بع أن أصبح مذهب دور كليم في علم الاجتماع نوعاً من الفلسفة (الرسمية)
في فرنسا وأصبح تلمذة دور كليم وأشياعه ك (ليفي برول) و (بوكله) و (موص) و (دافي) و (وفو كونه) من أعاظم الأساتذة في الجامعات الكبرى.
لقد أيدت التجارب أن كل مذهب علمي يدرس في جامعة من الجامعات يصبح وقد أصابه من الجمود ما يفقده صفات الكائن الحي. نزيد على ذلك أن هذه القضية هي ذات بال في هذه البلاد حيث علم الاجتماع يستهوي عدداً كبيراً من الشبان فيعتبرونه وكأنه أحدث ما ظهر مما أنتجته القرائح العلمية في الغرب ويضعون في قواعده وأصوله، كما أتضح لنا، من الثقة ما تدعو الحيطة لأن نحذرهم منه وننبههم إليه.
يرى دور كليم أن علم الاجتماع هو علم الحاثات الاجتماعية ولذلك فهو يعتقد أن كيان هذا العلم يقوم على تعريف الحادث الاجتماعي ومراقبته ودرسه وتفسيره ثم إثباته ولهذا الأسلوب العلمي من القواعد والتعابير ما يجعل لعلم الاجتماع (سوسيوغرافيا) صورة عليمة ويخيل إلينا أنه ليس هنالك من العلم إلا صورته الظاهرية. ونستطيع القول أن دور كليم أسس مذهبه على معنى واحد لكلمة لها معان مختلفة فاتخذ العلم بمعنى المعرفة فقال علم الاجتماع هو علم الحادث الاجتماعي وذلك على مثال قولهم: علم ما وراء الطبيعة هو العلم الإلهي أي معرفة الله، ولقد عدا بعد ذلك هذا التعريف الذي وضعوه لعلم الاجتماع لاستنباط الفكرة العلمية من معرفة الحادث الاجتماعي وهذا أدى أيضاً إلى وضع أصول وقاعد