لقد توفي في الشهر الغابر الفيلسوف الكبير الأستاذ أميل ميرسون عن عمر بلغ الخامسة والسبعين، وأميل ميرسون هو من العلماء الأفذاذ الذين انصرفوا لأبحاث فلسفة العلوم فوضعوا فيها من التأليف ما يدل على عبقرية عظمى وتفكير عميق ومعرفة شديدة في تاريخ العلوم وتطورها ولقد كان من أهم الموضوعات التي انصرف إليها الفيلسوف الراحل مهاجمته لفكرة الفلسفة الوضعية وتقريره أن هذه الفلسفة هي مما يخرج عن نطاق معرفة الطبيعة الحقيقية معرفة صحيحة فهو يؤكد ويؤيد وجود هوية كائنة في الحقيقة الوجودية وقد خصصت مجموعة (لوموا) الشهرية أبحاثاً جمة ممتعة عن فلسفة أمير سون ومذهبه العلمي في المجلد الخامس الذي صدر سنة ١٩٣١ كما أنها أفردت مقالاً مطولاً في مجلدها السادس من السنة نفسها عن مؤلفه الكبير تدرج الفكرة وتطورها وهو آخر ما نشره مفضلاً كلمة - على كلمة لما في هذه الكلمة الأخيرة من المعنى الفلسفي المجرد الفرق للمحسوس.
شعور الأسماك بالزلازل
لقد تبين للعالمين اليابانيين هاتاي ونوبوروآب أن هنالك نوعاً من الأسماك يبدي علائم كثيرة من القلق والاضطراب في مدة ست ساعات. قال أن الآلات الخاصة تشير إلى قرب وقوع الزلزال ولقد ظهر من نتيجة تتبع هذين العالمين أن بين ١٧٨زلزلة وقعت في عدة شهور أنبأت الأسماك بثمانين منها وذلك قبل أن تدل عليها الآلات الخاصة التي تشير إلى وقوع الزلزال ولقد تبين أيضاً أن هذه الأسماك تظهر العلائم نفسها سواء أكانت الزلازل ستحصل في منطقة قريبة أو في منطقة بعيدة جداً. ويعزى هذا الشعور إلى أن الجريان الكهربائي في الماء يتغير تأثيره في الأسماك قبل وقوع الزلازل ولهذا فهي تخاف وتضطرب وتظهر من العلائم والحركات ما يشير إلى وقوع الزلازل وذلك بصورة أوضح وأدل من جميع ما اخترع حتى الآن من الآلات والأدوات الخاصة التي تنذر بقرب موعد وقوع الزلازل الأرضية.