إن مطبوعات التربية والتعليم كثيرة، كذلك كتب التربية الموجزة قد أخذ يزداد وعددها وكلا النوعين يقتبس من المطبوعات الأجنبية، وأما المجلات فأنا نذكر منها في بغداد مجلة التربية والتعليم التي ينشئها الأستاذ ساطع الحصري وهي مجلة تقتبس عن الانكليزية والأمريكية، وهي مطلعة على مجاري الإصلاحات الأخيرة المسماة بمقاييس الذكاء، وفي بيت المقدس مدير دار المعلمين الأستاذ أحمد سامح فقد نشر قبل ذلك في سنة ١٩٢٨ بحثاً في التربية بعنوان (إدارة الصفوف)، وفي مصر نذكر علي فكري مؤلف كتاب في التربية الاجتماعية، وموجز في تربية الأحداث مرآة الأشياء وفيه كثير من الكلمات التي تستمد لمعجم المفردات. ومن المختصين بأبحاث التربية أحمد فهمي العمروسي الذي يعرف عنه ما أرسله إلى مؤتمر التربية المنعقد في القاهرة سنة ١٩٢٥ من أبحاثه عن تربية الذوق ومحاضراته الأربع عن التربية القياسية بين البلاد اللاتينية والسكسونية.
إن موجزات التدريس منها ما هو تأليف مرتجل، وما هو تعريب منتحل، يمتاز به أدب الترجمة غي هذا العصر، ولا ريب في حكمنا على كلا النوعين بتأثرهما بالأدب الغربي، ومع ذلك فأن نجد المؤلفين الذين نذكرهم مرتبطين بحركة اللاتجدد، والمعربات تنقسم إلى قسمين: الأول قوامه الموجزات الأوروبية كموجز مبادئ الفلسفة تأليف رابويور وتعريب أحمد أمين وهو عبارة عن ١٧٦ صفحة منها تسع في علم النفس، ومثله ترجمة إسماعيل مظهر لمحاضرات جون تيودور، ومما عرب من ذلك في دمشق كتاب علم النفس لسعيد البحرة، فقد ترجمه عن وجيز طوماس الفرنسي.
والصنف الثاني تعريب المؤلفات الغربية التي يقصد بتأليفها تعميم التعليم كمؤلفات غوستاف لوبون التي نالت شهرة واسعة وحظوة لدى القراء كبيرة، وقد نقل منها الأستاذ طه حسين كتاب روح التربية، ومنها تعريب كتاب هيكل فلسفة النشوء والارتقاء بقلم حسن