ورد إلى بعض العلماء والأدباء والمفكرين في دمشق كتاب من الأستاذ الفاضل أحمد أفندي الشنتناوي سكرتير لجنة ترجمة دائرة المعارف الإسلامية في مصر هذه نسخة: بعد الاحترام - تعلمون أن هيئة من كبار المستشرقين تقوم منذ ربع قرن بتأليف دائرة معارف أسلامية كبرى تجمع خلاصة أبحاثهم في مختلف الشؤون الإسلامية من تاريخ وأدب وفلسفة وتشريع ودين. . . الخ. وكتبت هذه الدائرة بأمهات اللغات الأوربية (الانجليزية والفرنسية والألمانية) ولقد تكونت أخيراً لجنة من خريجي الجامعة المصرية لترجمة هذه الدائرة الكبرى وإخراجها في أجزاء دورية وبدأت هذه اللجنة عملها منذ شهر يناير عام١٩٣٣ وسيظهر العدد الأول في شهر أكتوبر القادم. لذلك يسر اللجنة كثيراً إن تعلم رأيكم في أهمية نقل هذه الدائرة إلى اللغة العربية. فنرجو أن تتكرموا بموافاتنا كتابياً برأيكم السيد في هذا الموضوع. إن تقل هذه الدائرة إلى اللغة العربية عمل إن لم يكن أجل ماستقوم به مصر من الأعمال العلمية فهو بلا ريب من أجلها فنرجو للجنة الفاضلة أطراد العمل الموفق.
لماذا ليس لفرنسا رجل مثل شكسبير
يتساءل الكاتب الأفرنسي المعروف (ادمون جالو) في أحد مباحثه الأخيرة عن السبب في عدم وجود عبقري أفرنسي عظيم يمثل الروح الانكليزية ويعترف له الجميع بهذه المكانة السامية يقول (جالو) أنه مما يدعو إلى العجب أن تستطيع فرنسا قبل غيرها ومنذ زمن طويل تحقيق وحدتها السياسية والإدارية والتاريخية بينما هي لا تزال حتى اليوم بعيدة عن الوحدة الفكرية. فأن هناك روحين في فرنسا يتنازعان منذ القدم: روح (مونتين) من جهة وروح (باسكال) من جهة أخرى، ثم راسين يختلف عن فولتير، وكذلك (رابليه) بعيد جداً عن (لامارتين). هذا الاختلاف والتضاد كان السبب في فقدان عبقري واحد يعترف له الجميع بالإمارة في عالم الفكر.
وقد حاول البعض أن يرشح (مولير) لهذا المقام ولكن هناك كثيراً من خصائص الروح الأفرنسية لا أثر منها عند (مولير). أما (فيكتور هوغو) فإله في صميمه أبعد الناس عن