أيها المحبوب، أيها الربيع الذي يغمرني بأنوار فجره المتلألئة والذي أشعر بلهيبه المقدس تتلاطم أمواجه على قلبي وتثير فيه كوامن الحب وملذاته المتنوعة.
ما أجملك!
يا ليتني استطيع ضمك بين ذراعي فأتمنع بالهناء على صدرك وأذوب شوقاً بلقائك فتتزاحم أزاهيرك وأعشابك على صدري ويطفئ في الصباح نسيمك العليل ظمأ قلبي المضطرم.
هذا هو العندليب في السهل القريب يرسل إلي أنغام الحب تهيب بي:
لبيك، لبيك ... إني لاحق بك!
ولكن إلى أين؟ ... نعم إلى أين؟
إلى العلى، إلى العوالم السماوية يدفعني الشوق. وها هي السحب تحنو علي أنا الذي يتجاذبني الحب والشوق، أنا الذي أريد الصعود في أحضانها، تعانقني وأعانقها، فأسرع هائماً إلى صدرك أيها الأب المحبوب.