أصعب ما في لغتنا المبينة، معرفة الألفاظ العلمية، ومعناها الحقيقي. وقد أخذ بعض علماء العصر يتأكدون أن دراسة هذا الفن من العلم، لا بد منها في هذه الأيام، لما يتقوم عليها من الأمور المهمة، إذ بغير هذا التدقيق، تذهب المساعي هباءاً منثوراً. وقد بدأنا بهذا الأمر، منذ أكثر من خمسين عاماً، ونحن لا نزال نتابع البحث بلا ملال ولا سآمة.
ونريد أن نعرض على القراء، ما حققناه من أمر الدردار، فنقول: قال في التاج: الدردار (كصلصال) شجر. قال الأزهري: ضرب من الشجر معروف. قلت (أي صاحب التاج) هو شجر البق تخرج منها أقماع مختلفة كالرمانات فيها رطوبة تصير بقاً. فإذا أنفقت خرج البق. ورقه يؤكل غضاًّ كالبقول. كذا في منهاج الدكان انتهى - وقد راجعنا منهاج الدكان المطبوع في مصر في المطبعة الشرقية سنة ١٣٠٥ فلم نجد تحلية هذا الشجر في مظنته في باب الدال، بل وجدناه في باب الشين يقول: شجرة البق هو الدردار ولم يزد على هذا القدر. - وقال ابن البيطار: دردار هي شجرة البق (كذا) عند أهل العراق. ويعرف بالأندلس بشجر النشم الأسود. وسميت بشجرة البق لأنها تحمل نفاخات على شكل الحصل مملوءة رطوبة. فإذا جفت وانفقأت خرج منها ذلك البق وهو البعوض.
وقال ابن البيطار المذكور في بوقيصا هو شجرة الدردار المعروفة بالشام بشجرة البق ويغلط من يثوهم عير ذلك.
وعرف شجرة البق بقوله: الدردار هي عند أهل الشام
ثم قال في ترجمة لسان العصافير: هو ثمر شجرة الدردار وليس بشجرة البق ابن وافد: هو ثمرة شجرة يشبه ورقها اللوز: وثمرتها التي يقال لها لسان العصافير هي عراجين متفرقة. الخرنوب، شبيه أوراق الزيتون، إلا انه أصغر منه بكثير، وفي جوف كل خرنوبة لب كأنه لسان الطائر المسمى العصفور وخارجه أحمر، وداخله أبيض مائل قليلاً إلى الصفرة وطعمه حرّ يفلذَّاع مع شيء من المرارة. . إلى آخر ما قال. وهو أمر عجيب، فأنه نبه مراراً في مفرداته أن شجرة الدردار والبوقيصا وشجرة البق شيء واحد. والآن يفسد بهذا