منذ عشر سنوات ونيف أنشئت في سوريا ولبنان جمعيات أدبية وضعت لنفسها أهدافاً واحدة أو متقاربة تنبئ أنها أعدت لنشر روح جديدة في شتى مرافق الحياة الاجتماعية. عشر سنوات تنقضي بيت تصفيق للخطيبات وتهاليل للمؤتمرات ووصف للمآدب التي تقوم لهن على صحائف الجرائد والمجلات تهب بنا إلى التساؤل وهو من حق كل مفكر: أية فائدة نتجت من كل هذه المساعي والمجتمعات؟ وإلى أية درجة قدرت هذه الجمعيات أن ترفع مستوى المرأة الأدبي وكم هو مقدار ما أحدثت من الإصلاح الاجتماعي؟ وكم من مئات القرارات التي انتهت إليها هذه المؤتمرات وضع موضع العمل والتنفيذ؟ وما هي العوامل التي سببت وقوف الجماعات النسائية عن حد ترديد الأقوال التي لا يتجاوزها إلى العمل بما يرتفع من صرخاتهن في الدعوة إلى الاشتراك مع الرجال في حل المشاكل الاجتماعية والوطنية، وتعميم الثقافة بواسطة المحاضرات في الكتب وإلى قلب التقاليد والعادات، وإلى تأييد الصناعة الوطنية وإلى المطالبة بجعل التعليم الابتدائي للبنات إجبارياً واستبدال ما وضع من الشرائع والقوانين التي أشارت الدلائل إلى وجوب تغييرها أو تعديلها مما للمرأة به علاقة كلية أو جزئية؟
إن أغراضاً كهذه تجعلها الجمعيات أهدافاً لمساعيها، وتشير إلى أن المرأة السورية واللبنانية أصبحت تتطلب لحياتها المثل العليا - تكفي للتدليل على أن في سوريا ولبنان نهضة نسائية عامة.
وقد أكون من الكاذبين إن لم أؤمن بأن المرأة قد نهضت عن موضعها وأنا أراها تؤلف الحلقات وتنشئ المؤتمرات وتقوم من بيروت إلى سوريا ومن سوريا إلى لبنان ومن لبنان إلى طهران.
ولا أكون أكثر زوراً مني ساعة أشهد أن المرأة لم تحقق غرضاً من أغراض هذه الدعوة العريضة ما عدا جمع بعض الكتب في مكتبات الجمعيات التي لا تقرأ منها على الغالب إلا الروايات، وما عدا إقامة بعض حفلات ترى الخطيبة لات تلقي قيها إلا الخطب الباردة في