قال ابن الخطيب البغدادي: قال خالد بن يزيد الكاتب: لما بويع إبراهيم ابن المهدي بالخلافة طلبني، وقد كان يعرفني، وكنت متصلاً ببعض أسبابه، فأدخلت عليه. فقال: يا خالد أنشدني من شعرك.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله: إن من الشعر حكماً وإنما أمزح وأهزل، وليس مما ينشده أمير المؤمنين.
فقال لي لا تقل هذا يا خالد، فإن جد الأدب جد وهزله هزل.
أنشدني
فأنشدته:
عش فحبيك سريعاً قاتلي ... والضنى - إن لم تصلني - واصلي
ظفر الشوق بقلب كمدٍ ... فيك، والسقم بجسم ناحل
فهما بين اكتئاب وبلى ... تركاني كالقضيب الذابل
وبكى العذل لي من رحمة ... فبكائي لبكاء العذل
فاستملح ذلك ووصلني.
٩٥ - بألسننا تنعمت القلوب
قال النضر ابن حديد: كنا في مجلس وفيه أبو العتاهية، والعباس ابن الأحنف، وبكر بن النطاح ومنصور النمري، والعتابي. فقالوا لمنصور: أنشدنا، فأنشد مدائح الرشيد. فقال أبو العتاهية لابن الأحنف: طر فنا بملحك. فأنشد أبياته: