أزلية لا تستقر على حال ولا تبقى أبداً على شكل واحد أو نمط واحد.
أما الآن فعليكم أن تتكلموا. لقد غبرت آلاف السنين والصوت يخاطبكم وأنتم لا تجيبون. اجتهدوا منذ اليوم أن تعتبروا العالم كسلسلة من الكلمات، وأرهفوا إليها الإسماع والفكر، وحاولوا أن تفهموا هذه اللغة المبهمة.
وعندما ينفك عنكم بكمكم وتحل عقدة ألسنتكم تصبح ساعات شقائكم الأكبر أثراً بعد عين. لتنفتح أمامكم صفحة جديدة من الكون.
لقد أعطيتكم الخوف، فاخلقوا أنتم أنفسكم الأمل
هذا كل ما سمعته من أمثولة آريل، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يردد بتتابع تلك الكلمات التي كانت تخرج قوية رهيبة من فمه؟؟
وعندما سكت لم يجسر أحد منا أن يرفع نظره إليه بل وجدنا أنفسنا في الشارع تائهين، مفكرين كالخارج من الحلم، أو كمن بعث حياً بعد أن كان ميتاً
وأوقفني في الطريق رجل، وسألني مضطرباً عما قاله المعلم في ذلك اليوم، فنظرت إليه دون أن أراه، وتابعت مسيري دون أن أنبس ببنت شفة.