للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مديح القمح]

نموذج من الأدب التركي.

ترجم لنا الأستاذ نافذ الغنام هذا المقال بعد أن

كتبنا المقال السابق فأحبنا أن نثبته إلى جانبه

في أواخر القرن التاسع عشر بدأت نهضة حديثة في آداب اللغة التركية أدت إلى نشوب حرب جديلة بين هواة الأدب القديم واتباع الأدب الحديث. انتهت هذه المعركة بفوز المجددين على المحافظين، وأخذت الآداب التركية، من ثم، تتقدم بخطى سريعة نحو الكمال العصري، تجاري آداب الأمم الغربية في كل مضمار. ظهر من هذه الفئة المجددة كتاب أداء وشعراء نابغوا الذكر كعبد الحق حامد، وتوفيق فكرت، وجناب شهاب الدين، وسليمان نظيف، وأحمد جودت، وعاكف، وأحمد هاشم، ورجائي أكرم، وعلي أكرم، وحسين جاهد، ورفيق خالد، وجلال نوري، وخالدة أديب وكثير غيرهم من فطاحل الأدب التركي. وألفوا في الرواية والقصة والتمثيل والوصف والبحث والنقد، ونقلت بعض آثارهم إلى اللغات الأجنبية ولكن لم تلبث أن بارت بضاعة أدبهم، على رونقها، بعد الحرب العامة نظراً لتغير شرائط الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية في تركيا. كان أدب هؤلاء الأفاضل غذاءً كافياً لروح العالم التركي في عهد السلطنة العثمانية ولكن لم يعد في الظروف الحاضرة يفي بأغراض الجمعية التركية الحديثة. فظهر في هذه الأيام أدباء حديثون مثل فالح رفقي، وفاروق نافذ، وناظم حكمت، وأور خان سيفي، وعمر سيف الدين، وصدي أدهم، وياشار نابي، ووالا نور الدين، وصلاح الدين أنيس، وسلامي عزت، ونجيب فاضل وكثير غيرهم من الأفذاذ الذين يحاولون أن ينفخوا في صدر العالم التركي روحاً جديداً، ويرشدوا النشء الحديث إلى أهداف الأمة السامية، ويجرؤون على اقتحام ساح الجد والجدال. غير أن قسماً من أدباء الدور العثماني لا يزالون يتمتعون بالشهرة التي يستحقونها ولا تزال تجد آثارهم عيوناً محملقة لمطالعتها وقلوباً واعية لجمالها. أذكر منهم جلال نوري بك، وحسين جاهد بك، وخالدة أديب خانم، ولاسيما رفيق خالد بك نزيل سورية منذ بضع سنوات واحد محرري جريدة (وحدت) التي تصدر باللغة التركية في حلب، وصاحب المقال المنشور أدناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>