إنما شعرت بذراعي زوجها النائم تحيطان بخصرها وتمنعانها من النهوض وبأنفاسه الحارة تملأ إبطها وتعبث بشعره الناعم.
على المنضدة مصباح من الخزف الأغبر، خنيق النور، ينشر فوق السرير أضواء كدراء راجفة تكشف عن قدم عارية، قدم زوجها وقد برزة من الغطاء والتوت نحو الحائط وعليها كدرة قائمة.
نظرت إلى هذه القدم العارية وبسمت
ثم أخذت تسأل نفسها أهي سعيدة. .؟
أجالت ببصرها في أنحاء الحجرة وكأنما الغبطة تملأ فؤادها ونظرت إلى الأشياء المبعثرة هنا وهناك. . . أهي سعيدة؟ بلى، كلا. . . إن في قرارة نفسها حزة ألم، حزة يخالطها شيء من اليأس وخيبة الأمل. نظرت إلى زوجها الذي لم تعرفه إلا منذ عشرة أيام قضتها في داره وأخذت تعجب كيف أنها ترقد إلى جانب رجل. . لا مجال للشك أنها ترقد بين ذراعين عاريتين تجتذبانها إلى صدر اشعر يا لهذا الزوج
ما أغربه!
رجل لا تعرفه الفتاة: فإذا بها زوجة له. . . . زوج رجل تخجل أن تريه ساعديها قبل يوم وإذا بها بعد ليلة ترقد إلى جانبه عارية الساعدين مكشوفة النهدين.
أطبقت عينيها وراحت تفكر كما هو شأنها منذ عشر ليال. لقد كانت كل ليلة بعد نوم زوجها إلى جانبها واستسلامه للكرى تطبق عينيها وتحاول إحياء الماضي إنما أنفاس الزوج الحارة تحول بينها وبين الرجوع إلى ما قرب من الغابر وتجعلها في دائرة ضيقة لا تتجاوز حدود عشرة أيام من الزمن فهي مهما حاولت أن تمضي بخيالها لا تتعدى ذكريات الزواج. ثم تفتح عينيها وتجيلهما في الحجرة وفي أثاثها الجديد أثاث غرفة الزواج أو الزوج. إن هذه الحجرة بما فيها من رياش ضخمة قائمة وما انعكس عليها من نور ضعيف لا تشبه بشيء الحجرة التي كانت تسكنها الفتاة العذراء منذ أيام فيخيل لها أنها في حلم أو أنها عروس تصفها إحدى قصص ألف ليلة وليلة فتطرب لهذا الخيال وتأرق من جرأته وها هي في هذه