أقيمت في دمشق وبيروت عدة حفلات بمناسبة مرور مائة عام على مجيء لامرتين إلى سوريا وقد التقى الموسيو تره س محاضرة في الجامعة السورية موضوعها لامرتين في دمشق بين فيها حالة دمشق يوم جاء الشاعر إليها عام ١٨٣٣ وكيف نزل ضيفاً عند الموسيو (بودن) واجتمع هناك بالقادمين من بغداد واطلع على حالة جزيرة العرب. فمما قاله الموسيو تره س أن لامرتين تجنب في وصفه لدمشق ذكر الأسماء الخاصة والأشياء المحسوسة وقال أيضاً أ، وصف لامرتين لدمشق وصف شاعر هام بما شعر به من العواطف لا بما شاهده من الأشياء وقد جاءت هذه المحاضرة وحيدة في بابها لأن الموسيو تره س قد اطلع على مستندات جديدة لم يتح لغيره الاطلاع عليها قبله. وقد ألقى الدكتور أنور حاتم محاضرة في المدرسة العلمانية الفرنسية ذكر فيها علاقة لامرتين بالفير وهي مدام شارل التي عشقها في صباه وبين أن حب لامرتين لها لم يكن خالياً من المنفعة في أول الأمر وأنه لم ينقلب إلى حب حقيقي إلا بعد موت حبيبته.
العلم وإثبات الطوفان
مازال العلم يميل إلى اعتبار كثير من الحوادث الطبيعية والتاريخية المذكورة في الكتب الدينية المقدسة كأساطير بعيدة عن الحقيقة. وهكذا كان الأمر مع الطوفان أيضاً. إلا أنه في السنين الأخيرة أخذ بعض علماء طبقات الأرض والجغرافيا الطبيعية يبحثون في حقيقة الطوفان الذي تتكلم التوراة عنه. وقد قامت بعثة أثرية إنكليزية في سنة ١٩٢٨ بحفريات لهذه الغاية في العراق فعثرت عي عمق ستة أمتار من سطع الأرض على طبقة من الوحل تمتد إلى مسافة بعيدة. ويمكن أن يستدل من وجود هذه الطبقة على إنها من آثار كارثة طبيعية نتج عنها فيضان المياه فوق سطح الأرض. ومنذ ذلك الوقت كثرت مثل هذه الحفريات في محلات أخرى أيضاً بالقرب من مدينة (أور) القديمة حيث عثرت البعثة الألمانية أخيراً على طبقة من الوحل تحت الأرض. ولذلك فإن العلماء يرجحون اليوم القول أن هذه الآثار ليست سوى نتيجة للكوارث الطبيعية المذكورة في الكتب المقدسة. ومما يؤكد هذا الرأي الأنقاض والآثار نفسها التي تكشف عنها الحفريات. فإن بقايا الأبنية