كتب عن أرنست رنان واضع تاريخ الشعب الإسرائيلي أكثر من ثلاث مائة كتاب ومقالة صدرت عن حياته وتآليفه في المجلات المنتشرة في جميع أنحاء العالم وقد عد في أواخر القرن الماضي نبياً بل إلهاً جديداً ليهدي الشرق والغرب إلى دين جديد. غير أن الذين آمنوا برسالته قليلون ولا يزال عددهم في تناقض حتى أيامنا هذه حتى ارنست بسيكاري وهدم مبادئ الوحي الذي جاء به فلم يتحقق من نبوته إلا قوله في كتاب العلم:
سوف لا يقرأني المستقبل، إنني أعرف ذلك وابتهج فرحاً، ليهنأ المستقبل
لقد خبا نور رنان العالم والمستشرق وأثبتت الأيام باطل أبحاثه فلم يبق منه في عصرنا إلا نثره الساحر وأسلوبه البديع. نعم أنه حاول أن يقلع من القلب البشري تلك العواطف السامية التي ترفع الإنسان إلى العلي وتجرده من طبيعته الضعيفة، ولكنه قد فشل في ذلك فشلاً عظيماً. فرنان أشبه بايكار ابن الذي تكلم عنه الشاعر اللاتيني اوثين في كتاب الاستحالات - فقد أراد ايدال أن يرتفع إلى السماء بجناحين اصطناعيين فحلق في الجو وطاول السحاب ولما تقرب من الشمس أحرقت الشمس جناحيه فسقط إلى الأرض ومات.