[من سوانح الغروب]
للأستاذ محمد رضا الشبيسي
ذكاء جنحت بصفحة ... محمرةٍ بعد ابيضاض
إني إذا انقبض النهارُ ... منيتُ منه بانقباض
ودعته متشائماً ... أبغي السواد من البياض
وكأنني في وحدتي ... مستعرض الحقب المواضي
وكأنني بين الحواضر بع ... ض سكان الغياض
لا مجتلي الأقمار يبهجنني ... ولا مرأى الرياض
اسم الخدود بأدمع ... كالقطر من بعدار فضاض
ولقد تقاضت المسرَّة ... حين لا يغني التقاضي
أنا والسعادة حائر ... بين التجافي والتراضي
لو كلن ما بي ليلة ... أو مثلها حان ارتماضي
ما حيلتي بمعاشر ... تجد اللذاذة بامتعاضي
ملأى علي يسرّها ... إني امروءٌ خالي الوفاض
عاشت بأبدان صحا ... حذات أرواح مراض
يأبى اللجاجة مثلهم ... أدبي ويأباها ارتياضي
اعرض عن الباغي تسد ... وتغاض تعظم بالتغاضي
خير من العيش المذم ... م ميتا بشبا المواضي
من مات ردّ لصحوة ... أو يقظة بعد اغتماض