إن أول من فكر في السينما الناطقة هوتوماس اديسن المخترع الأميركي المعروف ومما هو جدير بالذكر أن أهم الأسباب التي حركت هذا المخترع الكبير لابتكار
الصور المتحركة هو رغبة في جعل صوت الفونوغراف الذي كان قد اخترعه حديثا مصحوبا بصور الأشياء التي أحدثت الصوت. إلا أنه لم يوفق المخترعون إلى نتيجة عملية في هذا المضمار إلا بعد مضي عشرات من السنين وذلك بفضل اختراعين هامين الأول الجهاز الكهربائي للصوت تجهيزا يزيد قوته ألوف ومئات المرات. والثاني البطارية الفوتو كهربائية
وقد اتجهت أبحاث العلماء الساعين إلى تحقيق السينما الناطقة في طريقتين مختلفتين. الأولى مقارنة الفونوغراف والصور المتحركة. وذلك بوصل قرص (اسطوانة) الفونوغراف بفانوس السينما وصلا كهربائيا بحيث تخرج الصور والأصوات بوقت واحد. وثم تكبير الصوت بوصل إبرة الفونوغراف بالتيار الكهربائي فيحدث اهتزاز الإبرة السائرة في ثلم القرص الفونوغراف تغيرات في شدت التيار الكهربائي ومماثلة للاهتزازات الصوتية المسجلة على قرص الفونوغراف وهذا التيار الكهربائي المتغير يغذي المجهر الكهربائي الذي يحوله إلى صوت مكبر ألوف المرات.
وقد جرب هذا الجهاز لأول مرة سنة ١٩٢٦ وأعطى نتائج حسنة.
أما الطريقة الثانية وهي الأكثر شيوعا الآن فتستند إلى مبدأ البطارية الفوتو كهربائية أي تلك البطارية التي تحول النور إلى تيار كهربائي. ولا بد لنا قبل الخوض في موضوع السينما الناطقة من الإتيان على شرح موجز لمبدأ هذه البطارية.
من المعلوم إن النور حسب النظرية المسلم بها الآن مسبب عن اهتزاز الجسم المضيء اهتزازا سريعا يحدث في الأثير - ذلك الكائن الافتراضي المرن الذي يملا الفضاء الفاصل بين الأجرام السماوية وكافة الفراغات والأجسام الشفافة - تموجات تنتقل من الجسم المضيء إلى كل الجهات. وعندما تقع هذه التموجات على شبكة العين ومنها تنتقل بواسطة العصب البصري إلى الدماغ تتحول إلى شعور بالنور.