للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويفسر اختلاف شدة النور باختلاف شدة هذه الموجات الأثيرية. كما انه قد ثبت أن لون النور ناشئ عن عدد الاهتزازات في الثانية وبالتالي عن عدد التموجات في الثانية وهي ما يعبر عنها بكلمة تردد. فتردد موجات النور البنفسجي أعظم من تردد النور الأزرق وهكذا يتناقص التردد إلى الأحمر الذي هو أقل الألوان ترددا.

ولما كانت سرعة انتشار النور واحدة في الفراغ والهواء لكل الألوان كان طول الموجات متناسبا عكسيا لترددها فتكون موجة النور البنفسجي اقصر الموجات المنظورة وموجة النور الأحمر أطولها.

ويمكننا مقاربة هذه الظاهرة مع ظاهرة الصوت. فانه أيضا ناشئ عن اهتزاز الجسم المصوت الذي يحدث في الهواء وغيره في الأجسام المجاورة تموجات تنتقل من مصدر الصوت إلى إذن السامع بواسطة الهواء أو غيره من الأجسام الناقلة للصوت بسرعة هي اقل بكثير من سرعة انتقال الأمواج الأثيرية. وكما رأينا في التموجات الأثيرية تعلل شدة الصوت بشدة هذه التموجات، كذلك علو الصوت يعلل بتردد تموجاته.

ولنرجع إلى التموجات الأثيرية. فان المنظورة منها وهي التي تكون النور ليست إلا جزاء صغيرا جدا من مجموع التموجات الأثيرية. فان أكثرها لا يؤثر في العين البشرية. لكن يوجد أجهزة دقيقة تشعر وتقيس أطوال موجاتها بالضبط.

ومن هذه التموجات غير المنظورة ما تفوق موجاتها أطول الموجات المنظورة.

وأهمها الأشعة التحت الحمراء والاهتزازات الكهربائية المستعملة الإشارات اللاسلكية ومنها التي طول موجاتها اقصر من اقصر الموجات المنظورة ولعلها الأشعة الفوق البنفسجية وأشعة رونتجن وأشعة (غما)

المنبعثة من الراديوم.

ثم أن هنالك نظرية علمية في منتهى الأهمية لابد من شرحها ولو باختصار ليتم لنا فهم مبدأ البطارية الفوتو كهربائية وهي نظرية تركيب الجوهر الفرد أو الذرة.

من المعلوم إن العناصر التي تتألف منها الأجسام كالمعادن والأكسجين والازوت

يمكن تجزئتها إلى أقسام متناهية في الصغر هي الذرات لها أوزان وخواص معينة هي خواص العنصر المؤلف منها. وما قطعة الحديد مثلا إلا مجموعة كمية كبيرة جدا من

<<  <  ج: ص:  >  >>