الذرات المتماثلة. وعندما يتفاعل الحديد مع الأكسجين مثلا تتحد ذرة من الحديد بذرة من الأكسجين وتكون جزيئا
من أكسيد الحديد أو صدأ الحديد. ويمكن تفكيك عرى هذا الجزيء بواسطة القوى الكيماوية فيعود الأكسجين والحديد كما كانا قبل اتحادهما.
وقد بقي الاعتقاد سائدا إلى بضع عشرة سنين خلت أن الذرة لا يمكن تجزئتها مهما سلط عليها من القوى. إلا أن اكتشاف الراديوم وغيره من العناصر المشعة اثبت أن الذرة تتهدم إلى أجزاء اصغر. وهاك نتيجة ما وصل إليه العلماء عن تركيب الذرة مقتصرين على القسم الذي يهمنا لتفهم مبدأ البطارية الفوتو كهربائية:
تشكل الذرة نظاما محكم التركيب كالنظام الشمسي. فهي مؤلفة من نواة مادية مشحونة بكهربائية ايجابية يدور حولها عدد من الأجزاء الكهربائية السلبية تسمى الكترونات يختلف عددها حسب طبيعة العنصر. وبما أن قيمة الكهربائية الايجابية لنواة درة ما تعادل تمتما قيمة الكهربائية السلبية لمجموع الكترونات تلك الذرة كانت الذرة متعادلة الكهربائية. ويمكننا أن نستنج بسهولة انه إذا توصلنا بإحدى الطرق إلى أن نطرد من الذرة بضعة الكترونات تغلبت كهربة النواة الايجابية وأصبحت الذرة مكهربة ايجابيا بينما تشكل هذه الالكترونات المطرودة تيارا كهربائيا سلبيا. وبالعكس يمكن جعل الذرة تكهرب سلبيا بإضافة الكترونات إليها.
ويوجد الآن لدى العلم عدة وسائل لاقتلاع الالكترونات من ذرات العناصر منها أشعة النور وغيرها من التموجات الأثيرية كأشعة رنتجن والأشعة الفوق البنفسجية وهذه الظاهرة هي المبدأ الذي يرتكز عليه عمل البطارية الفوتو كهربائية وهي تتألف بأبسط معانيها من (بلون) زجاجي كالمستعمل في المصابيح الكهربائية مفرغ من الهواء ومطلي من الداخل بطبقة رقيقة من المعدن. وهذه الطبقة متصلة كهربائيا بأحد قطبي الجهاز. والقطب الآخر متصل بسلك معدني دقيق مثبت في وسط (البلون) وملحوم في الزجاج. وقد تركت في أحد جوانب المصباح بقعة خالية من الطلاء المعدني لأجل دخول النور.
لنفرض شعاعا من النور الاعتيادي داخلا إلى المصباح من البقعة الشفافة المذكورة آنفا فعند وقوع هذا النور على الطلاء المعدني تقتلع قوة اهتزاز الأثير عددا من الكترونات هذا