- قلت للسيد الشرقاوي وأنا انظر إلى الخنجر الأعوج الموضوع في غمده البسيط
كم ثمن هذا الخنجر؟
فوقف وتمتم بضع كلمات بالعربية. ثم انحنى البائع أمامه وقبل يده البضة التي كانت أجمل من يد الغندورة الحسناء.
وقال -. . .
فابتسم الشرقاوي في لحيته وقال لي:
- انه يطلب خمسين فرنكا. ولكن يكفي أن تعطيه ثلاثين.
كنا في أسواق مراكش. وكان العبيد الراكبون على ظهور الحمر الصغيرة ينادون بالك، بالك. ثم يشقون الطريق غير مبالين بالازدحام. وكان الناس يفتحون لهم الطريق بأعجوبة. وكانت النساء وراء الخمار الأبيض جميلة ساحرة. وكان الرجال جالسين أمام الدكات الخشبية فيقفون عند مرورنا بالقرب منهم ويسلمون علينا يرفعون أيديهم إلى جباههم وينزلونها إلى صدورهم. فقال لي الشرقاوي:
- ليس هؤلاء الباعة كتجاركم في أوروبا. لأنهم لا يحسبون دخلهم ولا خرجهم ولا يعرفون ما عندهم من البضائع بل يشترون ويبيعون ويعيشون غير مكترثين بالأرباح، فإذا بقي لديهم شيء من المال في آخر السنة اشتروا به بضائع جديدة أو ابتاعوا أرضا وبيوتا. أما العقلاء منهم فيشترون به نساء وسجادا.
- أليس لهم حساب في الصارف؟
وكنا ذاك قد وصلنا إلى سوق الدباغين حيث تلمع مراجل النحاس في الظل الوارف. وكان الهواء مفعما برائحة الصوف المحروق ورائحة النيلج وكان بعض أولاد العرب يعقلون كبب الخيوط البنفسجية والحمراء على أبواب المخازن الخشبية.
فقال السيد الشرقاوي:
- ليس للمسلم حساب في المصارف لان ديننا قد منع الربى وأمرنا أن نستثمر أموالنا في