للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صفحة من تاريخ أعراب شمالي الشام]

تابع لما قبله

للأستاذ وصفي زكريا

قال القلقشندي: وقد تشعب آل فضل شعباً كثيرة منهم آل عيسى وآل فرج وآل سميط وآل مسلم وآل علي وينضاف إليهم قبائل كثيرة كبني كلب وبعض بني كلاب وآل بشار وخالد حمص وغيرهم. وأسعد بيت في آل فضل آل عيسى وقد صاروا بيوتاً: بيت مهنا بن عيسى وبيت فضل بن عيسى وبيت حارث بن عيسى وأولاد محمد بن عيسى (الذي عثرت على قبره في شمال سلمية) وأولاد حديثة بن عيسى. قال ابن فضل الله العمري: وهؤلاء آل عيسى في وقتنا هم ملوك البر فيما بعد واقترب بمشارف الشام والعراق وبرية نجد وسادات الناس ولا تصلح إلا عليهم العرب. وأما الإمرة عليهم فقد جرت العادة أن يكون لهم أمير كبير منهم يولى عن الأبواب السلطانية ويكتب له تقليد شريف بذلك ويلبس تشريفاً أطلس أسوة بالنواب إن كان حاضراً أو يجهز إليه إن كان غائباً ويكون لكل طائفة منهم كبير قائم مقام أمير عليهم وتصدر إليه المكاتبات من الأبواب الشريفة إلا أنه لا يكتب له تقليد ولا مرسوم.

ولم يصرح لأحد منهم بإمرة على العرب بتقليد من السلطان إلا من أيام العادل أبي بكر أخي السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب أمر منهم ماتع بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة. ولما توفي ماتع سنة ٦٣٠ ولي عليهم بعده ابنه مهنا وحضر مع المظفر قطز قتال جيش التتر سنة ٦٥٨ في عين جالوت (غور بيسان) فأجازه قطز بسلمية نزعها من الملك المنصور بن الملك المظفر صاحب حماة وأقطعها له (أبو الفداء ج٣ ص٢١٤) ثم ولى الملك الظاهر بيبرس ابنه عيسى ووفر له الإقطاعات على حفظ السابلة.

قلت وعيسى هذا على ما ذكره ابن إياس في تاريخه (ج١ ص١٠٢) هو الذي جاء بالإمام أحمد العباسي بعد حادثة هولاكو في بغداد وكان مختبئاً عند أناس من قبيلته وأوصله إلى مصر إلى الملك الظاهر بيبرس وشهد هو وقومه انه من نسل العباسيين فبويع له بالخلافة واستمرت هذه الخلافة فيه وأعقابه إلى أن استخلصها منهم السلطان سليم العثماني سنة ٩٢٣ وقضى عليهم. وذكر ابن تغرى بردى في المنهل الصافي أن الأمير شرف الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>