للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمثيل الروح الأفرنسية ولو أعتنى (بالزاك) بجمال الأسلوب وحسن التعبير لكان من المحتمل ترشيحه ليكون ذلك الرجل لأنه يجمع في نفسه شيئاً كثيراً من الخصائص والقوى الأفرنسية المختلفة. ولكنه مع الأسف رغم قدرته الزائدة قد أنقاد إلى أغلاط أهل عصره ولم يسلم من نقائص أسلوبهم المتعددة. وأخيراً ربما كان (مونتين) أقرب رجل إلى نيل المقام الأول بين كتاب فرنسا لولا فقدان كل شعور ديني لديه وهذا ما يمنعنا من اعتباره ممثلا لروح أمة اشتهرت بعنعناتها الدينية.

معرض ميشيل دومونتين

افتتحت مدينة (بوردو) معرضاً خاصاً بالكاتب الفرنسي ميشيل دومونتين بمناسبة مرور أربع مائة عام على ولادته والمعرض يحتوي على كثير من المجموعات الخاصة بهذا الفيلسوف الريبي وهو يحتوي على صور وكتابات بخط مونتين نفسه، هذا فضلا عن آثاره ونماذج عديدة من الطبعات القديمة والحديثة لكتابالتجاريبوهي محلاة بتوقيع (مونتين) وإهدائه الكتاب وغير ذلك من الآثار والمخطوطات التي لها علاقة به ومثل هذه المعارض التي تقام تذكاراً للرجال العظام كثيرة في بلاد الغرب

الأدب الأفرنسي ومكانته الحاضرة في العالم

كتب الأديب الأفرنسي (جان ريشار بلوق) بعد رحلة ساقته إلى معظم البلاد الأوربية ٠بحثا في مجلة (أوربا) عن مكانة الأدب فرنسي اليوم في العالم وقد تحدث (بلق) إلى كثير من أصدقائه الأدباء في هولاندا وألمانيا والتشيكوسلوافيا واستمع إلى أرائهم في الأدب الأفرنسي. وخلاصة الرأي أن الجميع يعترفون للكتاب الأفرنسيين بالحذق والمهارة في الإنشاء وفي تأليف الروايات وذلك بفضل التقاليد والأساليب الموروثة منذ عصور طويلة. وليس من أحد ينكر على النثر الأفرنسي مايمتاز به من سهولة ورشاقة وخفة روح وحسن تهكم وجمال ودقة وصف. ولكن، مع الأسف، الجميع متفقون على انه من حيث المعنى لا قيمة كبيرة له. إن الروايات الأفرنسية جميلة، خفيفة بديعة الأسلوب متقنة الترتيب وبعكس ذلك الروايات الإنكليزية والأمير كآنية والألمانية، أنها طويلة جداً، قليلة الترتيب ثقيلة، صعبة ولكنها - وهذا هو المهم - تتكلم عن أمور تسترعي اهتمام العالم اليوم فهي تبحث في شؤون البشر الحيوية وتحاول الجواب عن المسائل الكبيرة العويصة. أنها قليلة الصنعة

<<  <  ج: ص:  >  >>