ضعيفة الإنشاء، كثيرة البساطة ولكنها تدل على شجاعة أدبية وتفكير عميق لا تزال الروايات الأفرنسية تقتصر في مواضيعها على الأسرة والزواج ومشاغل الموظفين والنواب الحقيرة كما في عهد (الفونس دوده) و (غي دوموباسان) كأن العالم لم يتبدل منذ ذلك الوقت. إن هذه المسائل لم يعد لها أية قيمة في العالم خارج فرنسا بل قد نشأت معضلات اجتماعية وفكرية حديثة يريد الناس من الأدباء أن يحاولوا الجواب عليها.
المدرسة التركية الحديثة
كتب الأستاذ (قورتين)، الذي قام بمهمة التعليم عدة سنوات في أحدى المدارس التجهيزية التركية، مقالا في مجلةالتعليم العامالأفرنسية عن غايات الكماليين في التربية والتعليم. وقد لخص رأيه في المدرسة التركية الحديثة التي تسير حسب مزيج من المناهج التربوية السويسرية والمبادئ الوطنية الكمالية فقال: كانت الحكومة الوطنية تعرف، منذ أول الأمر أن نجاح الثورة الكمالية يتوقف على تنمية الروح القومية - التركية وقد كان على المدرسة، بعد استتباب السلام أن تعلب دوراً هاما في هذا المضمار. إن غاية التربية في تركيا هي تكوين رجال عصريين وقبل كل شيء رجال أتراك من صميم فؤادهم. والحكومة تنتهز كل فرصة وتستخدم جميع الوسائل لتحقيق هذه الغاية الوطنية سواء في داخل المدرسة أو في خارجها مثل استعراضات الكشافة وحفلات الرياضة البدنية والأعياد الكبيرة. وقد نظمت دروس التاريخ والجغرافيا والأدب التركي والمعلومات المدنية بصورة تساعد على استثمارها السياسي وجعلها وسيلة لزرع بذور حب التضحية والعمل في سبيل الوطن.
العراق والحضارة العربية
نشرتالمجلة العصريةالإنكليزية مقالا بقلم (ريشا رد كوك) عن مهمة العراق في خدمة الحضارة العربية جاء فيه مايلي:
يستطيع العراق، بعد أن نال الربة في إدارة نفسه بنفسه وزال عنه الخوف من مداخلة الأجانب في شؤونه الداخلية، أن ينتهز هذه الفرصة النادرة ويصبح المركز الحقيقي للحياة والحضارة العربية. وقد كانت مصر هي القائمة بهذه الهمهمة التاسع عشر ولكن من المحتمل أن عهدها هذا قد أنقضى. فإن العراق أقرب إلى الدم العربي وهو متصل رأساً