بجزيرة العرب عدا أنه بعيد عن النفوذ الأجنبي يتمتع بحرية واستقلال أوسع. أما مصر، فأنها أبت أو أرادت، مرغمة على أن تكون بحكم وضعها الجغرافي (ملحقاً) لأوروبا. وقد كان العراق قبلاً مهداً للحضارة ولا تزال بذور حضارتها القديمة مدفونة في أرضه. والثقافة العربية والعلوم أنما ازدهرت في العراق وظلت نامية هناك مدة خمسة قرون. ولا تزال ذكرى تلك العصور حية وتدل جميع الظواهر على إمكان ازدهار حضارة العرب في العراق من جديد تحت تأثير الآراء والمبادئ الحديثة وفي ظل الحرية السياسية.
صدى الأدب العربي في الصحافة الفرنسية
خصصت صحيفةالأخبار الأدبيةالتي تصدر بباريز صفحة خاصةبالأدب المصرية - كما تقول - تحتوي على مقالات للأساتذة إدغار جلاد وجورج دوما ني وأحمد راسم وأنطون الجميل تكلموا فيها عن وفاة أمير الشعر أحمد شوقي وعن تأسيس المجمع العلمي العربي وغير ذلك من المباحث فما جاء فيها عن أمير الشعراء إنه أحب مصر وأحبه الشعب حتى صار شعره دليلاً على الروح القومية، وإن وطنيته لمتكن ضيقة مفعمة بالأنانية بل كانت واسعة تشمل كل البلاد العربية فهو قد أحب مصر كما أحب العراق وأحب سوريا كما أحب لبنان وفلسطين والحجاز. ومنها أمير الشعراء لم يتغزل غزلاً حسباً شهوانياً بل تغنى بالعائلة ومحبة إلا ولا فكان من هذه الجهة شبيهاً بفكتور هوغو ومما جاء في هذا الصدد أيضاً أته من الصعب تعيين المذهب الفلسفي الذي أتبعه شوقي لأن فكره لم يجر على خط مستقيم بل كان كثير التبدل على أنه كان يرغب في الحياة ويريد اقتناص اللذات على شريطة أن يحافظ على شبابه ويتمتع به ويريد أن يتدرع بالسلاح الضروري للجهاد لأن الحياة جهاد دائم. ومما جاء في هذه الصفحة الأدبية كلمة مقتضبة عن تأسيس المجمع العلمي في مصر وتاريخ هذه الفكرة وصداها في العالم العربي قال الكاتب عن تاريخ هذه الفكرة أن أصلها يرجع إلى أسواق العرب في الجاهلية وأن قصور الخلفاء كانت شبيهة بمجامع علمية. وأن فكرة إحداث مجامع علمية ليست حديثة وإن مصر لم تسبق غيرها من الممالك العربية إلى تأسيس مجمع لغوي فقد تأسس قبلاً في دمشق وبيروت وبغداد مجامع علمية مختلفة ولكنها إذا استثنينا منها، على دعوى الكاتب، مجمع دمشق - لم تنتج شيئاً حتى الآن. والمجمع العلمي الذي تريد مصر إن توسسه على ضفاف النيل مختلف بوسائله