وسعه نطاقه عن المجامع العلمية السابقة وهذا ما يدعو إلى الأمل في توحيد ألإصلاحات العلمية وتطور اللغة الغربية والقضاء على المستولية الآن عليه. وقد ذكر الكاتب نبذة من قرار تأسيس المجمع العلمي المصري وزين مقاله بصورة وزير معارف مصر حلمي عيسى باشا، كل ذلك مما يدل على أن إدارة (الأخبار الأدبية) لم تقدم على تخصيص هذه الصفحة الأدبية بمصر وقبل أن يوجد مجمعها العلمي بالفعل إلا لأسباب سياسية - لا نقول مالية - ولكن يسرنا على كل حال أن يكون للأدب العربي صداه في بلاد الغرب.
السلامة بالعلم
نشرت صحيفة الأخبار الأدبية مقالا للكاتب المفكر (جوليان بندا) عن تأثير العلم في حال المعضلة الكبرى قال فيه، رداً على الأستاذ (لا نجفن) أنه ليس بوسع العلم أن يخلصنا مما وصلنا إليه من الانحطاط الأخلاقي والبؤس المادي. وفي الحق أن المسيو (لا نجفن) قال في أحدى مقالاته السابقة أن العلماء قادرون على إيجاد حل للأزمة الحاضرة، ثم قال في أحد جلسات جمعية الاتحاد في سبيل الحقيقة التي تضم كثيرين من أساطين العلم كجان برن وأميل بورل ولئون برونشويك إن الإنسان استطاع بواسطة العلم أن يتوصل إلى الرفاه والسعادة المادية وليس في طبيعة العلم ما يمنع الإنسان من إيجاد حل نهائي للأزمة الحاضرة ويمكن الوصول إلى ذاك بقليل من الحكمة والتعقل. على أن المسيو (جوليان بندا) يرى عكس ذلك ويقول ليس من شأن العلم أن يولد في نفوس الناس هذه الحكمة وذاك التعقل الذي يتكلم عنهما الموسيو (لا نجفن). وقد قال الأستاذ (إميل بورل) إن شقاء الناس ينشأ في الغالب عن حسدهم ورغبتهم في أن يكون لهم ما لغيرهم لا عن حاجة مادية حقيقية. فقد يكون الإنسان غنياً وقد يكون صحيح الجسم ولكنه مع ذلك شقي النفس لأنه لا يقنع بما عنده فيريد أن يكون أغنى الناس وأقواهم فعلة شقاء الإنسان معنوية لا مادية والمعضلة الاجتماعية الكبرى ناشئه عن أسباب نفسية ولا يمكن إصلاح حال المجتمع إلا إذا غير الناس ما بنفوسهم. ولا يغير الناس ما بنفوسهم إلا بواسطة التربية والتهذيب لا بواسطة العلم المجرد عن كل غاية علمية. على أن الموسيو (جوليان بندا) لا ينكر شأن العالم في التربية والتهذيب، لأنه يستطيع أن يهدي المربي ويهيئ له أحسن الطرق التي يجب أتباعها في إصلاح النفوس ولا يمكن إصلاح الواقع إلا بمعرفته إلا أن وظيفة العام