للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسين.

وثمت نوع من التعريب جدير بالذكر وهو المعرب عن أصل فرنسي أو انكليزي ومؤلف الأصل عربي، وهي حالة في التعريب غير نادرة الوقوع شأن أمين الريحاني الكاتب العربي الأمريكي، فأن تأليفه الانكليزي بخطورة العربي.

وفي حظيرة الفلسفة نذكر لطه حسين كتابه فلسفة ابن خلدون الاجتماعية الذي عربه محمد عبد الله عنان. وهذا الصنف من التعريب ليس عليه مسحة الاقتباس من الحضارة الأوروبية. وأن موضوع الأطروحة نفسه عبارة عن بيان موضع فلاسفة العرب في تاريخ الفكرة الإنسانية وهو غرض تأليف فلسفي آخر كبير القدر، أعني تاريخ الفلسفة لمحمد بدر عضو اكاذيمية ادمبرغ والمؤازر في المعلمة الإسلامية. ومن هذا التاريخ الذي ألف في الانكليزية ليس بأيدينا سوى تعريب حسن حسين - القاهرة ١٩١١ - وقد ذكرناه في قائمة المؤلفات.

إن غاية المؤلف والمعرب المزدوجة بيان مابين الفلسفة الحديثة وبين العقائد الموروثة وفلسفة القرون الوسطى العربية من الاتصال فهي إذن الرجعى إلى الفكرة الأصلية للبلدان المشرقية. وهذه هي النزعة التي سنعرض الآن لذكر أهم ممثليها، وقد بين جيداً مركزهم في الخلاصة التي تقدمت مقدمة حسن حسين. ونحن نقتبس عنها عبارة أكمل بيان من بحث جميل صليبا على فلسفة نيقو ماخوس الأخلاقية المنشورة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق. وهذا البحث هو شرح لنقل كتاب أرسطو من الترجمة الفرنسية لبارتلمي سانت هيلير، وقد نقله إلى العربية أحمد لطفي السيد.

إن حزب القديم يخضع لعاطفة طبيعية مشروعة حينما يحاول إيجاد التوفيق بين أحدث المعارف وعناصر الشعور القومي القديمة، وهو يرغب كذلك في العودة إلى درس فلاسفة الإسلام في العصر المدرسي. وتراه يرجو أن لا يجد في ماضي مدنيته عناوين مجد ونبل فحسب بل أن يجد حلولاً للمعضلات الحاضرة. إن المرحلة الأولى تقوم بتمجيد الأبحاث العلمية عن فلاسفة العرب وهو ما يلح أبداً في اقتضائه الأستاذ محمد كرد علي في مجلة المجمع العلمي العربي، لأنه لا يظهر كتاب حديث إلا نبه مؤلفه إلى أن في رجال العرب أناساً أحرياء بأن يكونوا عبرة لأحفادهم اليوم وعند العرب من هذه العلوم المادية والفلسفية

<<  <  ج: ص:  >  >>